المحتويات
مقدمة
يعتبر علال الفاسي من أبرز زعماء الحركة الوطنية المغربية، ومن بين الشخصيات السياسية والفكرية الأكثر تأثيرا في المغرب خلال القرن العشرين. وقد جمع علال الفاسي إلى جانب نضاله السياسي، اهتمامه بالمجال الفكري والعلمي والأدبي، وهو ما يرجع أساسا إلى البيئة التي نشأ فيها ومساره الدراسي وسيرته النضالية.
المولد والنشأة
هو علال بن عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي أحد أقطاب الحركة الوطنية المغربية، من مواليد مدينة فاس في 20 يناير 1910، نشأ في أسرة علمية سليلة عائلة بني الجد الفهرية ذات الأصول الأندلسية التي استقرت في المغرب منذ الربع الأخير من القرن الخامس عشر[1]. ويعتبر علال الفاسي وحيد والديه، حيث كان والده العلامة عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي (1887-1942) فقيها اشتغل بمجال الفتوى، فكان عضوا بالمجلس العلمي بفاس، ليلتحق بعدها بسلك القضاء بأحواز الدار البيضاء.[2] حيث يشار إلى أنه قد تم عزله من منصبه الأخير بسبب النشاط السياسي لنجله علال الفاسي، ليستقر بعدها بمدينة فاس إلى حين وفاته سنة 1942 دون أن يحضر جنازته علال الفاسي الذي كان منفيا من قبل سلطات الحماية آنذاك بالغابون في الفترة ما بين 1937 و1946.[3]
تكوينه العلمي ومساره المهني
فضلا عن نشأته في أسرة علمية، فقد تلقى علال الفاسي مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم منذ طفولته الأولى في الكتاب على يد الفقيه محمد الخمسي، كما درس في المدرسة العربية الحرة بفاس القديمة مبادئ الدين وقواعد اللغة العربية[4]. لينتقل بعد ذلك وهو ابن العشر سنين للدراسة بجامع القرويين، ليتلقى تكوينا علمية رصينا في مختلف العلوم الشرعية واللغوية والأدبية على يد كوكبة من العلماء الكبار كالفقيه محمد بن العربي العلوي، والفقيه المفتي الحسين العراقي، والقاضي أحمد بن المأمون البلغيثي، والقاضي عبد الله الفضيلي، والفقيه الشيخ أبي شعيب الدكالي وغيرهم من علماء القرويين في تلك الفترة.[5] وقد بدت علامات التميز على علال الفاسي في مرحلة مبكرة جدا، حيث تفوق على أقرانه في الفطنة والذكاء وقوة الحافظة وسرعة البديهة، وتصدى لإلقاء الدروس في القرويين فعبر عن قدرات خطابية وتبليغية متميزة أكدت شخصيته القيادية الفريدة منذ تلك المرحلة المبكرة.[6] كما تميز علال الفاسي بحضوره القوي في كل المناسبات، إذ لا غرابة أنه كان ضمن مجموعة طلبة القرويين الذين طالبوا بتحديث هذه المؤسسة وتنظيم الدراسة بها ودفع رواتب للأساتذة ومنح شواهد للمتخرجين، مع المحافظة على جوهر التعليم الأصيل.[7]
وقد عمل علال الفاسي في مجال التدريس، حيث كان مديرا للمدرسة الناصرية التي أسسها الفقيه غازي، كما كان أستاذا في جامعة القرويين،[8]وأستاذا بكليتي الحقوق والآداب بجامعة محمد الخامس، وأستاذا بمدرسة الحديث الحسنية بالرباط. وبخصوص مناصب المسؤولية التي تقلدها علال الفاسي فقد عين سنة 1961 وزيرا للدولة مكلفا بالشؤون الإسلامية لينسحب بعد ذلك بسنتين من الحكومة مع باقي الأعضاء من حزب الاستقلال. ومن المثير للدهشة أن علال الفاسي قد عُرض عليه أن يكون وزيرا للعدل سنة 1934 وهو لم يكن قد تجاوز سن الرابعة والعشرين، وهو ما يدل على ما كان يتمتع به علال الفاسي من كاريزما سياسية وفكرية وقيادية على حداثة سنه، لكنه رفض العمل تحت ظل الاستعمار، ليؤسس بعد ذلك أول نقابة عمالية سنة 1936 وكتلة العمل الوطني السرية ثم الحزب الوطني سنة 1937 والذي سيشكل النواة الأولى لحزب الاستقلال فيما بعد.[9]
نضاله الوطني وعمله السياسي
انخرط علال الفاسي بشكل مبكر في النضال الوطني ضد السياسات الاستعمارية الفرنسية، فكان من مؤسسي الخلية الأولى في فاس إلى جانب عدد من أقرانه سنة 1927، والذين كان أغلبهم من طلبة القرويين.[10] وهكذا سيكون علال الفاسي أحد أبرز الشباب الذين قادوا طليعة الشباب الوطني في نضالهم ضد فرنسا، حيث عمل على تأسيس كتلة العمل الوطني في سياق الأجواء التي رافقت إصدار سلطات الحماية سنة 1930 لما سمي بالظهير البربري. وقد سعى علال الفاسي إلى تأطير الوجدان الجماهيري بعدد من الوسائل سواء عبر إلقاء دروس شعبية عامة بجامعة القرويين، والتي كان قد افتتحها حينها بدرس قومي يدور حول استنتاج معاني السيرة النبوية والتاريخ الأول للإسلام، والمقارنة بين حالة المسلمين في العهد الماضي وحالتهم اليوم وأسباب تقدم الأولين وانحطاط الآخرين.[11] وقد كان لهذه الدروس أثرا فعالا في تأييد الحركة الوطنية في الأوساط الشعبية، وهو الأمر الذي أثار استياء السلطات الاستعمارية إزاء علال الفاسي والوطنيين المغاربة.
إلى جانب ذلك عملت كتلة العمل الوطني على تأطير الجماهير والنضال الوطني عبر الواجهة الإعلامية وذلك من خلال تأسيس مجلة (مغرب) باللغة الفرنسية بباريس سنة 1932، حيث كلف علال الفاسي أحمد بلافريج بالإشراف عليها، فاستطاع هذا الأخير إدارتها باقتدار وجمع من حولها لجنة رعاية من اليسار الفرنسي وقد تولى رئاسة تحريرها روبير جون لونكي، حفيد كارل ماركس بالمناسبة، وقد عملت المجلة على تنوير الرأي العام الفرنسي بخصوص غايات الحركة الوطنية،[12] كما عملت على تزويد قرائها بمعطيات تفصيلية وإحصاءات مدققة بين الفينة والأخرى حول مظاهر الميز العنصري الذي يسود إدارة سلطات الحماية. وسرعان ما استطاعت المجلة من خلال عقدها في كل مناسبة اجتماعات لبعض النواب والصحافيين الفرنسيين الذين سرعان ما أطلقوا على أنفسهم “أصدقاء المغرب”. وبعد نجاح هذه التجربة قررت كتلة العمل الوطني أن تصدر بفاس جريدة (عمل الشعب) باللغة الفرنسية حيث لم يكن يُسمح للصحافة العربية بالصدور من قبل ولاة الحماية الفرنسية، وقد سارت الجريدة على نفس النهج، بل إن هذه التجارب قد ألهمت الوطنيين في المنطقة الشمالية أيضا حيث تم إصدار مبادرات باللغة العربية مثل مجلة (السلام) وجريدة (الحياة).[13]
من الكتلة إلى الحزب الوطني وقسم الإخلاص “لله والمغرب والملك”
بعد تأسيس كتلة العمل الوطني وهيكلتها في صيغة حزب حديث، اتفق أعضاء الكتلة على أن تنتخب لجنة تنفيذية مؤقتة تشرف على فتح المكاتب وتسجيل المنخرطين في صفوفها بصفة رسمية، والاستمرار على ذلك إلى حين عقد المؤتمر العام. وقد تم ذلك بالفعل في يناير 1937 وترأس علال الفاسي هذه اللجنة، وجعلوا جريدة “الأطلس” لسان حالها العربي، وتم فتح مركزها العام بمدينة فاس، وأخذت تسجل المنخرطين، وهو الأمر الذي أزعج السلطات الاستعمارية التي ادعت بأن الكتلة تريد القيام بمؤامرة ضد الملك، لأنهم يلزمون المنخرطين بأداء القسم على الإخلاص لله والمغرب والملك والعمل في دائرة “كتلة العمل الوطني”، وعليه قامت الإقامة العامة بحل الكتلة في 18 مارس سنة 1937.[14] ليعاود علال الفاسي ومن معه تأسيس الحزب الوطني بعدما عقدت الحركة الوطنية مؤتمرا بالرباط في أبريل 1937 وتم إعلان ذلك في بلاغ نشرته جريدة “المغرب”. غير أنهم لم يشترطوا القسم في انخراطات الحزب، تجنبا للمنع مرة ثانية من قبل الإقامة العامة، والتي حاولت ذلك بالفعل، غير أن دهاء علال الفاسي جنب الحزب هذه النهاية، بعدما تعللت الإقامة العامة بأن كرامة الدولة قد مست نتيجة خرق قرارها القاضي بالمنع ولم تعتبر بأن الحزب الجديد يختلف عن كتلة العمل الوطني ما دام المركز والرئيس والأنصار هم أنفسهم، فتحجج علال الفاسي بأن الحزب الوطني هو حزب جديد لا يشترط أداء القسم في انخراطاته، كما اقترح عليهم نقل المركز العام لمكان جديد، فحظي على إثر ذلك بالموافقة في نهاية المطاف.[15]
وعند تأسيس الحزب الجديد تصدى علال الفاسي للمطالبة بالإصلاحات المستعجلة وفي طليعتها الحريات العامة وغيرها من المبادرات السياسية، الأمر الذي سيثير حفيظة سلطات الحماية، التي ذهبت إلى حد حل الحزب الوطني، كما عملت على نفي علال الفاسي إلى الغابون في أكتوبر من سنة 1937.
من مطلب الإصلاح إلى مطلب الاستقلال
عاد علال الفاسي إلى المغرب في صيف 1946 بعد قضائه تسع سنوات كاملة في المنفى، ليواصل نضاله السياسي ودعوته الصريحة إلى الحفاظ على وحدة الكفاح الوطني. وجدير بالذكر بأن المغرب قد شهد عددا من الأحداث والتفاعلات وعلال الفاسي في المنفى، من ذلك حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 والتي تعتبر بمثابة شهادة الميلاد الفعلي لحزب الاستقلال الذي ضم أعضاء الحزب الوطني السابق وشخصيات حرة.[16]
وقد استأنف علال الفاسي رحلة طويلة إلى خارج المغرب للتعريف بالقضية الوطنية، حيث زار في البداية فرنسا، ثم مصر حيث مكث بها سنتين في المرحلة الأولى، ثم مرحلة ثانية امتدت لأربع سنوات ما بين 1951 و1954، وهي المرحلة التي ستعرف منعطفا خطيرا حيث أقدمت سلطات الحماية على نفي الملك محمد الخامس في 20 غشت 1953، وهو الأمر الذي تفاعل معه علال الفاسي بتوجيه “نداء القاهرة” عبر إذاعة صوت العرب ودعا فيه الشعب المغربي إلى الانتفاض والقيام بواجبه في النضال السياسي والفدائي ضد قرار النفي.[17]
وهكذا سيتم إحداث الخلايا المسلحة، حيث سيتم تنظيم العمل في المنطقة الشمالية من خلال تدريب الفدائيين وتوفير السلاح لخلايا المقاومة، ليعلن علال الفاسي في 4 أكتوبر 1955 من القاهرة ميلاد جيش التحرير المغاربي في بيان مشترك بينه وبين القادة الجزائريين، وهو ما شكل انطلاقة للعمل الميداني لفصائل جيش التحرير المغربي في الشمال والجنوب.[18] وسيتوج هذا المسار الكفاحي الطويل بعودة الملك محمد الخامس من المنفى وإعلانه استقلال المغرب، وهو الأمر الذي اعترفت به فرنسا في 2 مارس 1956، كما قامت بعدها إسبانيا بنفس الشيء من خلال اعترافها باستقلال المنطقة الشمالية باعتبارها جزءا من التراب المغربي في 7 أبريل 1956.
علال الفاسي ونضاله من أجل الملكية الدستورية الديمقراطية
بعد حصول المغرب على الاستقلال انتقل علال الفاسي إلى طور جديد من النضال السياسي الوطني، من خلال الإسهام بفكره ورؤيته ومواقفه الديمقراطية وموقعه الحزبي في بناء المغرب المستقل. وهكذا لم يتقلد علال الفاسي أي منصب وزاري في الحكومات الأولى لعهد الاستقلال، وظل ملتزما بالتأطير والكتابة اليومية في جريدة العلم عبر عموده في الصفحة الأولى تحت عنوان “رأي مواطن”.[19] وفي يناير 1959 عندما سيقود المهدي بن بركة الانشقاق عن الحزب ليؤسس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، سيلعب علال الفاسي دورا مهما بفضل حزمه وحنكته وقوته في نفس الوقت ليحفظ كيان حزب الاستقلال،[20] وسيستمر في قيادة حزب الاستقلال في أول مؤتمر بعد الانشقاق الذي انعقد سنة 1960 بصفته رئيسا للحزب، وهي الصفة التي احتفظ بها علال الفاسي بقرار من مؤتمر سنة 1974، وتم إعادة العمل بصفة الأمين العام بعدما ألغيت في مؤتمر 1960.[21]
شارك حزب الاستقلال في الحكومة التي ترأسها الملك محمد الخامس سنة 1960 والتي كان من مهامها إعداد دستور للبلاد، وهي المهمة التي سيتم على أساسها إحداث المجلس الدستوري الذي ترأسه علال الفاسي. وهكذا سوف يشارك حزب الاستقلال بقيادة علال الفاسي في وضع أول دستور للمغرب وسيوافق على التصويت لصالحه، وهو ما تم فعلا من خلال الاستفتاء الشعبي لسنة 1962. لكن سرعان ما وقع خلاف داخل الحكومة انتهى بخروج حزب الاستقلال إلى المعارضة سنة 1963. وبخصوص أسباب هذا الخلاف فقد كانت وجهة نظر الملك الحسن الثاني الذي كان يرأس الحكومة آنذاك بأن الأمر مرتبط بالتعديل الحكومي حيث رفض الدويري ترك حقيبة المالية ليتحمل حقيبة الأشغال العمومية، بحسب ما يحكيه عبد الواحد الراضي في سيرته الذاتية “المغرب الذي عشته”، حيث قال، بناء على حديث شخصي أجراه مع الحسن الثاني، بأن هذا الأخير كان يراهن على أن يخطط للسياسة وعلال الفاسي يشيد إطارها النظري والفكري والإيديولوجي وربما الأخلاقي بحكم المكانة الدينية والرمزية التي كان يتبوؤها علال الفاسي كزعيم وطني وقائد سياسي حزبي، لكن الدويري أغلق هذه الرغبة برفضه مغادرة وزارة المالية. أما حزب الاستقلال فيعزو ذلك إلى أنه أدرك أن لا مكانة له في مخطط الفديك (جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية)، والواقع، يقول الراضي، أن الاستقلاليين رأوا في الأمر نوعا من الاستعاضة عن أحزاب الحركة الوطنية واستبدالها بهذا الإطار الجديد.[22] وهكذا انتقل علال الفاسي الذي لم يسبق له أن تبنى مواقف مناهضة للملكية، إلى معارضة ما قد بدا له تراجعا دستوريا ومسا بالديمقراطية، فعارض حزب الاستقلال تحت قيادته إعلان حالة الاستثناء سنة 1965 وسعى إلى إعادة العمل بالدستور، كما أعلن في إطار الكتلة عن رفضه لدستور 1970 بالنظر لما تضمنه من تراجعات مقارنة مع الدستور السابق.[23]
الوحدة والتعادلية عند علال الفاسي
يعتبر مفهوم الوحدة معطى أصيلا في الفكر التحرري لعلال الفاسي، وقد تعمق هذا الوعي لديه أكثر من خلال الأدوار الحيوية التي لعبها في القاهرة من خلال التنسيق بين الحركات التحررية في المغرب العربي، حيث انتهى هذا النشاط الكثيف بتأسيس مكتب المغربي العربي في فبراير 1947، ثم بعد ذلك بإنشاء لجنة تحرير المغرب العربي في دجنبر 1947 تحت رئاسة محمد بن عبد الكريم الخطابي وضمت في عضويتها علال الفاسي والحبيب بورقيبة وعبد الخالق الطوريس وغيرهم من كبار القادة الوطنيين في أقطار المغرب العربي. واستمر نشاط علال الفاسي من خلال علاقاته الوثيقة مع عموم الأحزاب الوطنية المناهضة للاستعمار في المغرب العربي، كما تعدى نشاطه مجال التفكير إلى مجال الفعل والعمل وجعل فكرة الوحدة أمرا واقعا، وهو ما تجسد من خلال دعوته لعقد مؤتمر الوحدة وهو ما تم بالفعل في أبريل من سنة 1958 بمدينة طنجة حيث شارك فيه كل من حزب الاستقلال المغربي، والحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير الجزائرية.
أما مفهوم التعادلية عند علال الفاسي فهو يعبر عن رؤية متكاملة لقضية التنمية من خلال مشروع طموح يمكن فهمه من خلال الأهداف التي أعلنت عنها وثيقة “التعادلية الاقتصادية والاجتماعية” التي تقدم بها علال الفاسي بين يدي الملك الحسن الثاني في 11 يناير 1963[24] والتي تتمثل في استكمال التحرر الاقتصادي والاجتماعي، والانفتاح على التحديات، سلك طريق ثالث للتنمية بين الليبرالية المتوحشة والشيوعية الشمولية، هندسة الدولة للتنمية في إطار مخطط وطني، ووفق رؤية هوليستيكية، هيكلة الاقتصاد على ثالوث القطاع العام، والخاص، والمشترك.[25]
علال الفاسي مفكرا وكاتبا موسوعيا
لم يفتر علال الفاسي وهو في غمرة النضال الوطني عن الكتابة والتأليف في عدد من الحقول العلمية والشرعية والأدبية، ففي أصول الفقه اقتفى خطى الشاطبي ومن في طبقته فكتب “مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها”، كما ضمن كتابه “النقد الذاتي” نظريته السياسية التي تقوم على مبدأ العدل والعدالة الاجتماعية وهي ما يعبر عنه في أدبياته بـ”التعادلية”. وفي الفكر الإسلامي عبر عن وجهة نظر مستنيرة فكتب “دفاع عن الشريعة” و”مهمة علماء الإسلام” و”مدخل في النظرية العامة لدراسة الفقه الإسلامي ومقارنته بالفقه الأجنبي” و”الغرة في أصول الفقه”. أما في المجال السياسي تكشف عن التزام سياسي بحس وطني عال فكتب في هذا المجال “منهج الاستقلالية” و”معركة اليوم والغد” و”دائما مع الشعب” و”عقيدة الجهاد” و”دفاعا عن وحدة البلاد”. وجدير بالذكر بأن كتب علال الفاسي تزيد عن الخمسين مؤلفا في شتى المجالات ناهيك عن كم هائل من المحاضرات والبحوث والدراسات والمقالات والمذكرات السياسية.
وفاة السي علال في غمرة الترافع لصالح القضية الفلسطينية والصحراء المغربية
توفي علال الفاسي يوم 13 ماي سنة 1974 على إثر جلطة قلبية وهو في لقاء مع رئيس جمهورية رومانيا مرافعاحول القضية الفلسطينية والصحراء المغربية[26]، وهي الحادثة التي تكثف رمزيتها كل معاني الالتزام والنضالية والارتباط الأصيل بقضايا التحرر والتضامن.
المراجع
[1] القادري، أبو بكر.(2014). مادة علال بن عبد الواحد الفاسي. معلمة المغرب. الرباط: الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر ودار الأمان. (الجزء 19). ص: 6409.[2] الكوندوز، حفيظة. (2014). مادة عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي. معلمة المغرب. الرباط: الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر ودار الأمان. (الجزء 19). ص: 6408-6409.
[3] الكوندوز، حفيظة. (2014). مادة عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6409.
[4] مادة بعنوان "علال الفاسي"، منشورة على موقع الجزيرة نت بتاريخ 21 نونبر 2014، تم الاطلاع بتاريخ: 15 نونبر 2023 عبر الرابط الآتي: https://tinyurl.com/yv2zuw8j .
[5] مادة بعنوان "علال الفاسي"، منشورة على موقع الجزيرة نت، مرجع سابق: https://tinyurl.com/yv2zuw8j .
[6] القادري، أبو بكر.(2014). مادة علال بن عبد الواحد الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6410.
[7] الكوندوز، حفيظة. (2014). مادة عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6412.
[8] الكوندوز، حفيظة. (2014). مادة عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6412.
[9] مادة بعنوان "علال الفاسي"، منشورة على موقع الجزيرة نت، https://tinyurl.com/yv2zuw8j .
[10] القادري، أبو بكر.(2014). مادة علال بن عبد الواحد الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6410.
[11] الفاسي، علال. (2003). الحركات الاستقلالية في المغرب العربي. (الطبعة السادسة). الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة. ص 177.
[12] بوطالب، إبراهيم. (2003). مادة الظهير البربري. في معلمة المغرب. (الجزء 17). سلا: الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر ومطابع سلا. ص: 5825.
[13] الفاسي، علال. (2003). الحركات الاستقلالية في المغرب العربي. مرجع سابق. ص 176-177.
[14] الفاسي، علال. (2003). الحركات الاستقلالية في المغرب العربي. مرجع سابق. ص 223-225.
[15] الفاسي، علال. (2003). الحركات الاستقلالية في المغرب العربي. مرجع سابق. ص 228-231.
[16] تاريخ الحزب، منشور على الموقع الرسمي حزب الاستقلال بتاريخ 27 أبريل 2018، تمت الزيارة 15 بتاريخ 15 نونبر 2023 عبر الرابط الآتي: https://tinyurl.com/e9un6b6b .
[17] القادري، أبو بكر.(2014). مادة علال بن عبد الواحد الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6410.
[18] تاريخ الحزب، منشور على الموقع الرسمي حزب الاستقلال بتاريخ 27 أبريل 2018، مرجع سابق.
[19] الكوندوز، حفيظة.(2014). مادة عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6413.
[20] الكوندوز، حفيظة.(2014). مادة عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 6413.
[21] تاريخ الحزب، منشور على الموقع الرسمي حزب الاستقلال بتاريخ 27 أبريل 2018، مرجع سابق.
[22] الراحل عبد الواحد الراضي يتحدث في مذكراته..الجريمة: اختطاف المهدي، منشور على موقع جريدة الاتحاد الاشتراكي بتاريخ 4 ماي 2023، تم الاطلاع بتاريخ 15 نونبر 2023 عبر الرابط الآتي: https://tinyurl.com/yuw5t8k7 .
[23] تاريخ الحزب، منشور على الموقع الرسمي حزب الاستقلال بتاريخ 27 أبريل 2018، مرجع سابق.
[24] تاريخ الحزب، منشور على الموقع الرسمي حزب الاستقلال بتاريخ 27 أبريل 2018، مرجع سابق.
[25] العوفي، نور الدين. قريبا من الليبرالية بعيدا عن التعادلية. مقال منشور على موقع لكم بتاريخ 23 مارس 2019، تم الاطلاع بتاريخ 19 نونبر 2023 عبر الرابط الآتي: https://tinyurl.com/ymsajbp5 .
[26] القادري، أبو بكر.(2014). مادة علال بن عبد الواحد الفاسي. معلمة المغرب. مرجع سابق. ص: 2641.