الإسم والنسب[1]

الشيخ الإمام، الحافظ الحجة، الفقيه العلامة، الأديب الشاعر، العلوي الحسني، المغربي وطنا، الفاسي نشأة ودارا، المالكي مذهبا، أحمد بن المأمون بن الطيب بن المدني بن عبد الكبير بن عبد المومن بن مَحمد بن عبد الكبير بن علي الشريف بن الحسن ابن محمد بن الحسن بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد ابن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن أبي القاسم ابن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه.

المولد والنشأة

ولد بمدينة فاس في شهر رمضان عام 1282هـ/1865م، في بيت علم وفضل وحسب ونسب، تعدد فيهم العلماء والفضلاء والكُتّاب والأدباء، نشأ في كنف والده، محاطا برعايته وعطفه. حفظ القرآن الكريم وعددا من المتون اللغوية والفقهية، ولما بلغ سن الانخراط في صف طلبة العلم التحق بجامع القرويين سنة 1298هـ/1880م.

طلب العلم

لازم مترجمنا مجالس العلم، فانكب على التحصيل بهمة ونشاط، فدرس على عدد من  أفذاذ شيوخ الزمان، من أمثال جعفر بن إدريس الكتاني، والمهدي بن الطالب بن سودة، والإمام أبي عبد الله الحاج محمد بن المدني كنون، والقاضي مولاي أحمد بن محمد العلوي، والفقيه أبي عبد الله محمد بن التهامي الوزاني، والفقيه أبي العباس أحمد بن الخياط، وغيرهم، ولقي العلامة النابغة أبا عبد الله السيد محمد بن يحيى الولاتي فأجازه.

الرحلة إلى المشرق

رحل إلى المشرق ثلاث مرات، سنوات 1307ه ـ 1328ه ـ 1345ه – زار خلالها مصر فلقي بها الشيخ سليم البشري وآخرين. ثم دخل الحجاز وأدى فريضة الحج، ولقي الأديب الشيخ عبد الجليل برادة فسمع منه صحيح البخاري وأجازه عامة مروياته، ومُسْنِد المدينة أبا الحسن علي ظاهر الوتري سمع منه الحديث المسلسل بالأولية وغيره، واستجاز أيضا الشيخ عثمان بن عبد السلام الداغستاني المدني، والشيخ بدر الدين بن يوسف المغربي الحسني الدمشقي وزاد الأخير بأن استنابه في أن يجيز عنه من رآه أهلا. وعاد من المشرق مكتمل التكوين، ذا ثقافة متنوعة وشخصية غنية متنوعة، فصار كما حلاه الفقيه المؤرخ محمد بن أحمد الكانوني: “كان البلغيثي فقيها، إماما، مشاركا، علاّمة، أديبا، لَوذعيا، لطيف الأخلاق، خفيف الرُّوح، متضلّعا في الفقه، والأصول، والحديث، والتفسير، والعربية، واللغة، والصّرف، والأدب، والبيان، والبديع، رحّالةً، جوّالاً، مُكثرا من لقاء أهل العلم والأدب، دؤوبا على التدريس والنشر، درّس في غيرما فن من الفنون العالية، وجمع إلى ذلك نباهة الذكر، ورِفعة القدر، ووُفور الحرمة والجاه عند الملوك فمن دونهم”.

الوظائف التي شغلها العلامة

تقلب البلغيثي في عدد من المناصب والوظائف، فتولى خطة القضاء قبل الحماية بالصويرة مرتين، وبالعرائش، ثم عُيّن عضوا بمجلس الاستئناف الشرعي بالرباط مرتين، كما تولى قضاء مكناس والدار البيضاء، التي جلس فيها لتدريس تحفة ابن عاصم للعدول والطلبة صباحا، وجلس لتدريس التفسير والحديث بين العشاءين. والناظر في مسيرة وظائفه يقف على أنه لم يقرّ له فيها قرار لصلابته في الحق وعدم مداراته فيه.

آثاره العلمية

عُنِيَ الفقيه البلغيثي عناية كبيرة بالتأليف، فكان ـ رحمه الله ـ لا يجف له قلم في التحرير نظما ونثرا، ومن إبداعاته:

  • “الإبتهاج بنور السراج”، في جزأين شرح فيه منظومة القاضي الأديب العربي المسّاري في آداب طالب العلم وما ينبغي له، طبع بمصر.
  • “إجابة اللهجة بشرح أبيات البهجة”.
  • “تأدية واجب الحقوق بمدح البرور وذم العقوق”، لم يكمل تأليفه.
  • “رد على صاحب صفاء المورد، في عدم القيام عند سماع المولد”.
  • “نتيجة الصبر في حكم الصلاة على الميت في القبر”.
  • “مجلّي الحقائق فيما يتعلق بالصلاة على خير الخلائق (ص)”، جمع فيه صيغ الصلوات الواردة، طبع بمصر.
  • “حسن النظرة في أحكام الهجرة “.
  • تشنيف الأسماع، في أسماء الجماع، وما يلائمه من مستلذ السماع”.
  • “نظم معاني حروف الجر”.
  • “الفتاوي الفقهية”، في ثلاثة أجزاء”
  • “بيان الخسارة في بضاعة من يحطّ من مقام التجارة”.
  • “تـحبير طُرسي بعبير نفسي في التعبير عن نفسي”. سيرة ذاتية لم يتمها.
  • “تبسم ثغور الأشعار بتنسم عبير الأفكار” مجموعة شعرية في مجلدين.
  • “الرحلة الحجازية” نظما ونثرا.
  • “أحكامه القضائيو والإستئنافية”.
  • “تهييج الحجا لهيجاء الهجا”، لم يكمل تأليفه.
  • “حاشية على بناني في المنطق”.
  • “حاشية على الشيخ الطيب بن كيران في علم الكلام” (مخطوط). فضلا عن عدد من التقاييد والتصانيف.

وفاته

توفي الفقيه البلغيثي رحمه الله بعد أن تراكمت عليه الأمراض والعلل، يوم الثلاثاء سابع رجب عام 1348هـ/1929م، وكانت جنازته مشهودة.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. صص: 29-31.