المولد والنشأة[1]

العلامة الشيخ والفقيه والأستاذ محمد بن بوشعيب بن محمد رياض، ينحدر من أشراف المعاشات المنتسبين إلى سيدي سعيد معاشو دفين منطقة دكالة على شاطئ وادي أم الربيع. ولد مترجمنا بالدار البيضاء يوم الجمعة 14 ربيع الأول عام 1368ه/14 يناير 1949م. وعلى عادة أبناء جيله، تلقى تعليمه الأولي بالكتاب وأتم حفظ القرآن الكريم بدوار المعاشات على شيخه عبد السلام العيادي الدكالي؛ ثم التحق بمدرسة “للا تاجة” بالدار البيضاء التي كان يشرف عليها حينئذ الفقيه علي السعيدي أحد خريجي جامعة القرويين، ثم التحق بشعبة التعليم الشرعي بثانوية “ليرميطاج” التي كان يشرف عليها الفقيه الهاشمي الفيلالي أحد وجوه الحركة الوطنية ومن أبرز الموقعين على وثيقة الإستقلال. وممن تتلمذ عليهم خلال هذه المرحلة الأستاذ أبو الشتاء الجامعي والأستاذ العربي الناصري، فضلا عن حضوره دروس السادة علماء الدار البيضاء: سيدي حمزة الحسني، وإبراهيم المراكشي بمسجد السوق، وسيدي حسن العبدي بالمسجد الأعظم، والفقيه ابن القايد بمسجد الشلوح.

التحصيل العلمي

تاقت نفس مترجمنا إلى التعليم العالي فالتحق بجامعة القرويين ودرس بثانوية الشراردة وهناك كتب له الإستزادة من العلم على يد ثلة من العلماء نذكر منهم: مولاي العباس الأمراني، وعلال الجامعي، ومحمد بن الحسن الزرهوني، ومولاي علي الكتاني، حتى إذا نال شهادة البكالوريا التحق بكلية الشريعة بفاس كمستمع، ثم طالبا رسميا بكلية الحقوق بالرباط التي نال منها شهادة الإجازة في الحقوق سنة 1971، بعد تحصيل دام أربعة سنوات على يد أساتذة كبار أمثال: المكي الناصري، وعلال الفاسي، ومولاي عبد الواحد العلوي، ومصطفى البارودي وغيرهم كثير. ثم تابع دراسته العليا في القانون فحصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون المدني وأخرى في قانون الأعمال، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية.

الوظائف التي شغلها

التحق مترجمنا بسلك القضاء بعد تخرجه من كلية الحقوق، وبعد خمس سنوات قدم استقالته ليشتغل بالمحاماة ما بين 1971م إلى 1977، ثم غادر سلك المحاماة ليلتحق بكلية الحقوق بجامعة الحسن الثاني أستاذا للأحوال الشخصية وقانون المسطرة المدنية، وفي سنة 1981م التحق بمراكش أستاذا للشريعة وأصول الفقه والمواريث بكلية الحقوق /جامعة القاضي عياض.

جهوده العلمية والدعوية

تردد مترجمنا على عدد من مساجد مدينة الدار البيضاء مدرسا وواعظا مثل: مسجد الحمراء ومسجد ولد الكبير بالمدينة القديمة ومسجد ابن حمان. وعند استقراره في مدينة مراكش وعظ ودرس بمسجد الوحدة الرابعة ومسجد الوحدة الخامسة بالحي المحمدي. فضلا عن شغله منصب عضو المجلس العلمي بمراكش، وعضوا بالمجلس العلمي بالجديدة.

آثاره العلمية

  • أحكام المواريث بين النظر الفقهي والتطبيق العملي.
  • أصول الأخلاق الإسلامية.
  • أصول الفتوى والقضاء في المذهب المالكي.
  • التعسف في استعمال الحق على ضوء المذهب المالكي والقانون المغربي.
  • دليل الثقافة الإسلامية.
  • الشريعة الإسلامية كمال الدين وتمام للنعمة.
  • شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنية مع ذكر ثلة من تلامذته وآثاره.
  • الشيخ عبد الرحمن الصديقي الدكالي وجهوده في العلم والأدب والوطنية (مرجعة أحمد متفكر).
  • شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي في رحاب مراكش الفيحاء.
  • مذكرات في الأحوال الشخصية، (وهي من أحفل ما ألف في موضوعه).
  • المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية.
  • الزكاة وكيفية إدراجها في النظام الضريبي.
  • الحقائق القرآنية.
  • دور المستشرقين في المذهب المالكي.
  • شرح المرشد المعين بالدليل.
  • ما لا يسع جهله من علم أصول الفقه.
  • الكتاب في الأدب العربي.
  • حاجة الحياة المعاصرة إلى القيم الصوفية.
  • محبة الله تعالى وتجلياتها.

فضلا عن عدد من البحوث والدراسات التي ساهم بها في كثير من الندوات. وكانت آخر مشاركاته العلمية: “حاجة الحياة المعاصرة إلى القيم الصوفية” و”محبة الله تعالى وتجلياتها”. كما ختم مسار حياته بمشاركة وازنة في الملتقى الثالث لأهل القرآن بمسجد الرحمة بحي الرياض أولاد فرج وهو في حالة مرضية متقدمة.

وفاته

توفي رحمه الله بسيدي بنور يوم الإثنين 14 رمضان 1433ه/ 20 غشت 2012، ودفن بمقبرة دوار المعاشات بجماعة مولاي عبد الله، إقليم الجديدة.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص: 301-304.