المولد والنشأة[1]

الفقيه المدرس، العلامة المشارك السيد محمد مفضال بن المختار بن محمد السرغيني، ولد بقلعة السراغنة حوالي عام 1333 هـ/ 1914م، وبعد إدراكه سن التمييز، أدخل  الكُتّاب بمسقط رأسه، فتعلم فيه مبادئ الكتابة والقراءة وقرأ القرآن الحكيم بالروايات إلى أن حفظه على والده وغيره من شيوخ المنطقة.

ثم تطلع لتعميق تحصيله العلمي، فدرس بالقلعة على العالم الجليل الفاضل النبيل الشيخ سيدي أحمد بن العربي الرحالي “المرشد المعين” و”المقدمة الأجرومية” وغيرهما حوالي 1348هـ/ 1929م، ثم ارتحل إلى قبيلة أولاد أبي السباع على نحو 130 كلم من مدينة مراكش، فدرس بمدرسة أبي عنفرة على الشيخ الجليل الفاضل الأصيل العلامة النبيل سيدي الحسن بن مبارك الرسموكي: “مختصر الشيخ خليل” بشرح الدردير و”حاشية الدسوقي” و”الألفية” بشرح جلال الدين السيوطي المخطوط المسمى ب”النهجة” و”متن العاصمية” و”التحفة” بشرحي الشيخ التاودي السودي والشيخ القاضي التسولي و”فرائض الرسموكي” بشرحي المؤلف الصغير والكبير و”الحساب بالمؤلف” المسمى ب”السملالي” مع شرحه للمؤلف والمنطق برجز السلم بشرح القويسني والشيخ بناني و”أرجوزة الاستعارة” للشيخ الطيب ابن كيران بشرح اللدوزي السوسي.

كما درس على نجله العلامة سيدي محمد الرسموكي نفس ما كان يدرسه على والده، ثم جال للبحث عن مزيد معرفة في بعض المدارس العتيقة بسوس، وبكلية ابن يوسف بمراكش، وجامع القرويين بفاس، وأخذ عن مشايخ منهم: العلامة أحمد ابن الخياط الزكاري والعلامة عبد الرحمان ابن القرشي والعلامة العباس بناني والعلامة مولاي عبد الله الفضيلي والعلامة أحمد بن الجيلالي الأمغاري. وبمراكش أخذ عن الفقيه العلامة محمد بن النوح السرغيني، والفقيه العلامة محمد بن التاودي السرغيني، والعالم محمد بن لحسن، والشيخ محمد الشاوي، ثم أنهى مطافه الدراسي حول حلقات الشيوخ العلمية بنيله الإجازة التي تشهد له بالتحصيل والعلم والمعرفة من جانب شيوخه بسوس الأدنى.

الهجرة إلى الدار البيضاء

هاجر مترجمنا إلى مدينة الدار البيضاء واستوطن بها عام  1365هـ/ 1945م، واشتغل مديرا ومعلما بمدرسة حرة قرآنية علمية بدْرب “مزيان” أمام دْرب “الإسبانيول” إلى عام 1377هـ/1957م، وأثناء ذلك كان يلقي دروسا ليلية تطوعية بجامع السيد عبد الواحد ابن جلون قرب “قِيسارية الحْفّارى” ويقوم تطوعا بخطبة الجمعة فيه.

الوظائفه التي شغلها

انتدب من لدن وزارة التعليم والفنون الجميلة عام 1377هـ/1957م لتدريب المدرسين على أن يتحملوا مسؤوليتهم بعد تدريبهم في التعليم الرسمي وذلك بجامع ابن جلون المذكور آنفا، ولما انتهت مأمورية التدريب اختير لتفتيش الكتاتيب القرآنية بالبيضاء ونواحيها. ولما أسست “رابطة علماء المغرب” انتخب رئيسا لفرعها بالبيضاء، ولما تم تكوين “جمعية أنصار الإسلام” بمشاركة العلامة الرباني المرحوم سيدي زين العابدين بن محمد ابن عبود السلاوي، عين المترجم له خليفة لرئيسها، ولما توفي الرئيس انتخب رئيسا لها، وعين أيضا من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية واعظا مدرسا وخطيبا للجمعة بجامع ابن جلون السالف الذكر.

آثاره العلمية

  • كتاب المواعظ والإرشادات الخطابية يشتمل على 164 خطبة.
  • كتاب زهرة الأنفاس وبهجة الحواس.

وقد توفي الفقيه السرغيني –رحمه الله- مساء يوم الأربعاء 24 ربيع الأول عام 1402هـ/ 1981م، وشيعت جنازته ظهر يوم  الخميس، وبعد الصلاة عليه بجامع السنة دفن بروضة الشهداء بابن مسيك بالدار البيضاء، وأبّنه في المقبرة الشريف الفقيه العلامة قاضي التوثيق بالمحكمة المولوية ورئيس المجلس العلمي الإقليمي بالدار البيضاء سيدي محمد بن عبد الله العلوي.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص 304-306.