المولد والنشأة[1]

العالم الجليل الفقيه الأصولي المفسر المحدث اللغوي، زين العابدين بن الشيخ محمد بن عبد السلام المكناسي الأصل، السلاوي المولد والمنشأ، البيضاوي الموطن، ولد بسلا في بيت علم وصلاح سنة 1312هـ / 1895م، والده شيخ التربية في وقته الصوفي سيدي محمد بن عبود المتوفى سنة 1344هـ ودفين زاوية حومة بورمادة بسلا.

التحصيل العلمي

ابتدأ المترجم تعلمه بالكتاب القرآني بسلا، وبها حفظ القرآن الكريم على يد الفقيه محمد بن ابراهيم الغرابلي بزاوية سيدي سعيد أحنصال الكائنة ببوقاع بسلا، ثم انتقل إلى الدراسة على مشايخ عصره بسلا والرباط منهم: شيخ الجماعة الحاج أحمد بن عبد النبي، والعلامة محمد ابن حساين النجار، والعلامة أحمد بن ابراهيم الجريري، والعلامة الأصولي المؤرخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، والعلامة الفلكي محمد بن الطيب الصبيحي، والعلامة المؤلف المهدي متجنوس الأندلسي، والشيخ الطاهر زنيبر، ويعتبر العلامة أحمد بن عبد النبي عمدته، فعنه أخذ أكثر ما كان عنده من علم نظرا لطول صحبته له، كما أخذ علم التصوف عن أبيه الشيخ محمد ابن عبود.

مشاركاته العلمية والعملية

عمل  أستاذا للغة العربية بالمدرسة الحرة الأولى بسلا، الكائنة بحومة درب لعلو جوار ضريح سيدي الهاشمي الطالب، ثم انتقل للتعليم بمدرسة أبناء الأعيان بنفس المدينة، ثم ما لبث أن أنشأ سنة 1933م مدرسة حرة بزاوية ابن عبود ببارمادة قرب السجن المدني القديم بمعية جماعة من الوطنيين منهم أبو بكر القادري ومحمد البقالي وأحمد معنينو ومحمد القادري، وتخرج من هذه المدرسة الوطنية عدد من نجباء المدينة.

ثم اشتغل بالقضاء الشرعي فعيّن بمنطقة الرحامنة أولا ثم انتقل البرانس والتسول وغياتة نواحي تازة، لكنه أوقف عن القضاء أثناء الحوادث التي أعقبت تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944م، حيث أعدمت سلطات الاستعمار أحد إخوته، ليعين فيما بعد قاضيا بمجلس الاستئناف الشرعي بدار المخزن.

الانتقال إلى الدار البيضاء

انتقل الشيخ ابن عبود إلى مدينة الدار البيضاء، فاشتهر بإقباله على التدريس، وكانت له دروس في المسجد المحمدي ومسجد ولد الحمراء وغيرهما من مساجد الدار البيضاء، ختم التفسير مرات عدّة، وكان يلقي درسين أحدهما بالليل والآخر بالنهار في التفسير والحديث بنفس عال، وكان في آخر الأمر يختم الدرس الليلي بجامع ولد الحمراء، بدرس آخر يعلم فيه العوام قواعد النحو، يشرح لهم فيه المقدمة الأجرومية (لابن أجروم)، وكان يلقن الحاضرين المتن يقرأونه جماعيا، ثم يشرع فيه بالشرح والبيان، وظل على هذه الحال مدة عشرين سنة، وقد انتفع به خلق كثير.

وفاته

توفي رحمه الله تعالى إثر عملية جراحية بالدار البيضاء صبيحة يوم الإثنين 6 صفر سنة 1390هـ/13 أبريل 1970م، ودفن بمقبرة الشهداء، وقد أقيم له تأبين بمسقط رأسه حضره جمع غفير من العلماء والوجهاء وعدد كبير من تلامذته، وقد ألقى الشاعر محمد الحنصالي قصيدة في رثاء المرحوم ابن عبود هذا مطلعها:

    نشأت عزيزا أيها البطل الحر *** تذود عن الإسلام شيمتك الصبر

وعشت كريما بين أهل وعشرة *** تهذب أخلاقا ورائدك الأجر

وجاورت آفاق المهابة رفعة *** ودانت لك الدنيا وأنصفك الدهر

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص: 116-118.