المحتويات

المولد والنشأة[1]

العلامة الوطني الوزير الهاشمي الفيلالي، من مواليد 1912م/1330 بقصور “غرفة ” بتافيلالت، ينحدر من أسرة عريقة تعدّ واحدة من الأسر المشهورة بـ “الأنصاريين” نسبة إلى الأنصار رضي الله عنهم الذين آووا ونصروا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. استقر أجداده بالمغرب بعد الفتح الإسلامي.

نشأ مترجمنا في أسرة فقيرة يعولها أب يشتغل بالدباغة بعد هجرته من تافيلالت ليستقر بفاس، ترعرع ابنه الهاشمي تحت عينيه مكبّا على التحصيل العلمي، مجالسا لأكابر علماء القرويين، فأخذ عنهم رفقة عدد من أقرانه أمثال أبي الشتاء الجامعي وأحمد المذكوري وآخرين.

مشاركاته العلمية والتربوية

بعد تخرجه من القرويين توجهت همته إلى الاهتمام بالتعليم الحر، فأسس إلى جانب رجالات الحركة الوطنية عددا من المدارس التي كانت السلطات االفرنسية تحسب لها ألف حساب، كان آخرها ثانوية “ليرميطاج” المشهورة بـ “الأزهر” بالدار البيضاء، والتي تخرج منها عدد كبير من الأطر التي اشتغلت في القضاء والمحاماة والتعليم.

 كفاحه الوطني

قدّمه المرحوم عبد الهادي بوطالب في مذكراته بأنه “ينحدر من أسرة كان الأب فيها دباغا بمدينة فاس، ولكن ابن الدباغ سرعان ما أصبح واحدا من علماء المغرب ذوي الصيت العالي، ورائدا من الحركة الوطنية”. إنه من أبرز مؤطري الحركة الطلابية بجامعة القرويين والمطالبين بإصلاح مناهج التعليم بها. ومع صدور ما سمي ب”الظهير البربري” في 16 مايو 1930م كان من السباقين إلى إعداد أول منشور محرض ضد الظهير، وكان في طلليعة المؤطرين الباروين لأول مظاهرة وطنية خرجت في شوارع فاس بعد قراءة اللطيف في جامعة القرويين. وهو واحد من أوائل الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال عام 1944. يذكر علال الفاسي في كتابه “الحركات الاستقلالية في المغرب العربي”: “أن بيت الهاشمي الفيلالي “كان مركز التجمعات السرية التي كان يعقدها الوطنيون خلال الثلاثينيات”. كما اشتهر مترجمنا في تاريخ الحركة الوطنية بكونه أحد “المعذبين الثلاثة”، إلى جانب الراحلين الحاج أحمد مكوار وعبد العزيز بن إدريس العمراوي، وهم الذين تمّ اعتقالهم ليلة 29 يناير 1944 مباشرة إثر تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وزج بهم في سجون انفرادية بكوميسارية دار الدبيبغ بفاس، وهناك تعرضوا لكافة أنواع التعذيب والتنكيل والإهانة من ضرب وصعق بالكهرباء وغطس في الماء وتعليق من الأرجل وإنهاك عصبي وترهيب نفسي، قبل تقديمهم للمحاكمة رفقة أحمد بلافريج.

مهامه ووظائفه

تقلب مترجمنا في عدة مناصب، حيث كان ضمن أعضاء الوفد الذي مثل حزب الإستقلال في المفاوضات من أجل تأسيس الحكومة، كما عُين عضوا في المجلس الوطني الاستشاري عام 1961، ثم انتخب نائبا برلمانيا سنة 1963 وسنة 1977. ثم عيّن وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة المعطي بوعبيد عام 1983م. ثم عين بنفس المنصب في حكومة محمد كريم العمراني عام 1985، ثم مستشارا بالديوان الملكي. كما تم توشيحه يوم 11 يناير 2005 بوسام العرش من درجة ضابط كبير، فكان آخر ظهور له عام 2005م.

وفاته

لازم مترجمنا بيته بعدما أصيب بشلل جزئي وبداء الرعاش، إلى أن توفي عن عمر يناهز 96 سنة يوم الجمعة 14 رجب 1429/ 18 يوليوز 2008م  بالدار البيضاء، حيث دفن بمقبرة “الغفران” يوم السبت عقب صلاتي العصر والجنازة، بحضور محمد معتصم مستشار صاحب الجلالة، وعدد من أعضاء الحكومة وجمهور من العلماء وعدة شخصيات سامية من عالم السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة والرياضة والمجتمع المدني.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء، ص 341-343.