المولد والنشأة[1]

العلامة الفقيه الشريف مولاي عبد الله بن العلامة الإمام المشهور بسيدي خويا علوي صوصي، ولد بقصر زاوية أوفوس، إقليم الراشدية سنة 1926م، ونشأ في بيئة علمية صوفية حيث حفظ عن والده كتاب الله حفظا ورسما في سن مبكرة، ثم تلقى تعليمه الأولي عند بعض فقهاء زاوية أوفوس.

التحصيل العلمي

التحق مترجمنا بالعاصمة العلمية فاس سنة 1941م ليتابع دراسته العلمية بجامعة القرويين، فأحرز بها على الشهادة الثانوية الأولى سنة 1366هـ/ 1946م، وعلى الشهادة الثانوية سنة1368هـ/ 1948م. وقد أخذ خلال هذه الفترة عددا من الفنون والعلوم كالفقه وأصوله، والقرآن وعلومه، والأدب وفنونه، وعلم المواقيت والفلك، والتاريخ العربي والإسلامي، وقد تتلمذ حينها على يد السادة العلماء: سيدي جواد الصقلي، وسيدي محمد بن عبد السلام البناني، ومولاي عبد الله الفضيلي، وسيدي العباس البناني، وسيدي عباس المراني، وعبد العزيز بن الخياط، وسيدي محمد الطاهري، وسيدي محمد بن عبد الرحمان العراقي، وسيدي بن سعيد المكناسي، وسيدي الطايع بن الحاج، وسيدي أحمد الشامي، وسيدي أحمد العلمي وغيرهم كثير.

كما كان مترجمنا في رفقة مباركة من الأصدقاء خلال فترة التحصيل العلمي بفاس نذكر منهم: الفقيه عبد الكريم التواتي، والفقيه حسن بناني، والفقيه محمد بن علي الكتاني، والفقيه الحاج مسعود الحريزي، والفقيهين الجليلين محمد التاويل والغازي الحسيني، والفقيه محمد الحلوي، والفقيه عبد الحي العمراوي وغيرهم.

نشاطه الوظيفي

عمل فقيهنا رحمة الله عليه أستاذا لمادة الأدب بالمرحلة الإبتدائية بجامعة القرويين، وبمسجد الرصيف التابع لمسجد القرويين، وبالزربطانة. ثم التحق بثانوية الشراردة مدرسا لنفس المادة المذكورة إلى غاية سنة 1971م.

ولظروف خاصة انتقل رحمه الله إلى مدينة الدار البيضاء، حيث عمل أستاذا لمادة اللغة العربية والتربية الإسلامية في بعض الثانويات، ثم كلف بالمراقبة التربوية، وللمترجم ذكريات ومواقف عاشها خلال هذه المرحلة كانت حديث بعض مجالسه.

نشاطه العلمي والدعوي

قام الفقيه الشريف مولاي عبد الله علوي صوصي بمهمة الوعظ والإرشاد بعدد من مساجد الدار البيضاء، نذكر منها: المسجد الكبير بالحي المحمدي، ومسجد الأندلس بالمعاريف، والمسجد المحمدي بالأحباس، ومسجد بدر ببوركَون، كما عيّن عضوا بالمجلس العلمي الإقليمي بولاية الدار البيضاء منذ الثمانينيات، حتى إذا أحيل على التقاعد، اشتغل بخطة العدالة والتوثيق، وعيّنه جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله رئيسا للمجلس العلمي الإقليمي لمدينة الدار البيضاء الكبرى بعد وفاة العلامة الفقيه سيدي محمد بن عبد الله العلوي الهاشمي، كما عيّن خطيبا بمسجد الحسن الثاني، وأستاذا لمادة التفسير بالكراسي العلمية بنفس المسجد .

وقد حظي الشريف مولاي عبد الله علوي صوصي بشرف إمامة جنازة المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه سنة 1999.

مناقبه وخصاله

كان مترجمنا رحمه الله يتصف بالورع والزهد، والتواضع والقناعة، لا تراه في الشارع إلا مطأطئ الرأس، يمشي متأنيا، بلباس متواضع ويظهر عليه وقار العلماء وسمتهم. ومن مناقبه رحمه الله أنه كان يمر على بقّال بحي عين الشق في طريقه إلى المجلس العلمي، ولاحظ كثرة جلوسه خارج الدكان، فتقدم إليه ينصحه بملازمة المصحف أو كتاب مفيد لما في ذلك من الفائدة عوض الجلوس على قارعة الطريق، فعمل البقال بنصيحة الفقيه صوصي رحمه الله، فصار مولعا بالقراءة ومحبي المطالعة.

وقد تلقى فقيهنا يوما تقريرا لإقالة خطيب جمعة كثر تغيبه لطول مرضه، فقال الشريف مولاي عبد الله: لا أسمح لنفسي أن أكون سببا في قطع رزقه وهو طريح الفراش، اتركوا ملفه حتى يقضي الله أمره، أو يتوفاني الله قبله ثم ردد: (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق). وبالفعل مات مولاي عبد الله صوصي قبل هذا الرجل. ويحكي أحد الملازمين له أنه رحمه الله كان في أواخر حياته كثير التردد على مدينتي فاس والراشدية لصلة رحمه، وزيارة أقاربه وأصدقائه، فكان يحسن للمعسرين منهم،  يطرق أبواب منازلهم، كأنما يتودعهم.

وفاته

توفي رحمه الله تعالى شهر شعبان 1422 الموافق لشهر نونبر 2001 بالدار البيضاء. وقد تلقت رابطة علماء المغرب رسالة تعزية حررت بالقصر الملكي بمراكش بتاريخ 4 شعبان 1422هـ / 10 نونبر 2001م، ومما جاء فيها: “لقد كان الفقيه رحمه الله من خدام الأعتاب الشريفة الأبرار، حيث عرف بولائه وإخلاصه الدائمين للعرش العلوي المجيد وبوطنيته الصادقة، فقدم خدمات جليلة لدينه ولوطنه ولملكه، فكان نعم العالم، ومثالا للفقيه المتضلع في الثقافة الإسلامية الأصيلة، والمتشبع بقيم ديننا الحنيف”.

الهيئات العلمية التي عملت تحت رئاسته

  • التشكيلة الأول:

ـ الفقيه مولاي عبد الله صوصي علوي       رئيسا

ـ الفقيه حسن أمين الهلالي                  عضوا

ـ الفقيه حسن البناني                         عضوا

ـ الفقيه محمد الشاتي                        عضوا

ـ القاضي الحاج مسعود الحريزي            عضوا

ـ الدكتور عبد اللطيف الشادلي              عضوا

ـ الأستاذ رضوان بن شقرون                 عضوا

ـ الأستاذ محمد بنجلون                      عضوا

ـ المهدي السيني                            عضوا (عين بعد وفاة الفقيه محمد الشاتي)

وعندما تمّ  تغيير جل رؤساء وأعضاء المجالس العلمية سنة 2000، أصبحت تشكيلة المجلس العلمي بالدار البيضاء على الشكل التالي:

ـ الفقيه مولاي عبد الله صوصي علوي         رئيسا

ـ الأستاذ المهدي السيني                       عضوا

ـ الدكتور مولاي امبارك العلمي                 عضوا

ـ الدكتور محمد الخرشافي                     عضوا

ـ الأستاذ الحسين مفراح                       عضوا

ـ  الأستاذ عبد الله الشرقاوي                 عضوا

ـ الأستاذ الحسن ايت بلعيد                  عضوا

ـ الأستاذ خالد أحموش                        عضوا

المراجع
[1]  أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص 125-129.