مقدمة

عبد الله بن عبد الصمد كَنون الحسني، علامة وأديب مغربي، وهو من أبرز علماء المغرب وأدبائه خلال القرن العشرين، وساهم في فترة عصيبة من تاريخ المغرب، خلال فترة الإحتلال الفرنسي للمغرب، بشكل بارز في إثراء الحياة الثقافية والأدبية للبلد، وفي الكشف عن كنوز الأدب المغربي؛ مدفوعا بالرغبة في إبراز نبوغ المغاربة في مجالات الأدب العربي. وقد ساهمت تآليفه المتعددة في سد الفراغ الملاحظ على مستوى تدوين حياة أبرز رجالات المغرب في المجال العلمي والأدبي. وقد أحسن صنعا عندما شمر مبكرا على ساعديه ليدون حول أدباء وعلماء المغرب ورفع الحجاب عن مآثر المغاربة في هذا المجال ورفع التهميش والإهمال عنهم. وقد كان كتاب”النبوغ المغربي في الأدب العربي” باكورة أعماله في هذا الباب، دون أن ننسى تأليفه الآخر “ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة”، خاصة وأن المؤرخين وكتاب التراجم –كما أكد بنفسه- “لا يعيرون اهتماما لرجال اللم والأدب، ولا يعرِّجون على ما كان لهذا الوطن العزيز من صولة في عالم الفكر وميدان العرفان”.[1] ولم يكن “كتاب النبوغ المغربي…” عملا بسيطا، بل كان حدثا وطنيا علميا وتاريخيا كبيرا، فهو كتاب لا يدافع عن النبوغ المغربي فقط، بل عن تاريخه وكيانه ووجوده أمام الهجمة الفرنسية، وهو ما تجلى في مسارعة سلطات الحماية الفرنسية إلى إصدار بلاغ عسكري لمنع تداول الكتاب ودخوله من تطوان -حيث طبع- إلى مناطق الحماية الفرنسية بالمغرب.[2]

ولادة ونشأة عبد الله كَنون

يعود نسب عبد الله كَنون إلى أسرة فاسية انتقلت إلى مدينة طنجة خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب وكان عمره آنذاك ست سنوات فقط. ففي مدينة فاس كان مولد عبد الله كنون 30 شعبان 1326ه/ 26 شتنبر 1908م، وهو بكر أمه، وسادس أولاد أبيه. وفي سن الخامسة تقريبا أدخله والده عبد الصمد بن التهامي إلى الكتاب القرآني.[3] وقد كان والده عبد الصمد بن التهامي كنون – التجاني الطريقة- مشهورا في فاس بنشاطه العلمي بالقرويين وغيرها من المدارس والزوايا والمساجد.

وبسبب القصف الفرنسي لمدينة فاس بعيد فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م اضطرت عائلته إلى مغادرة المدينة باتجاه مدينة تطنجة، بعدما كان القصد في البداية الهجرة إلى المشرق العربي، لكن نشوب الحرب العالمية الأولى حال دون تحقيق مرادهم بذلك. وفي طنجة تنقل عبد الله كنون بين عدة كتاتيب قرآنية، وخاصة كتاب كان يشرف عليه الحاج محمد بن العربي أشرقي المعروف بابن فضيلة، ومع هذا الأخير حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية خاصة “الآجروميةلإبن آجروم و”المرشد المعينلابن عاشر و”نظم الخراز”[4].

المسار العلمي

بدأ عبد الله كنون مساره العلمي بالتردد على الدروس العلمية لعدد من المشايخ في مدينة طنجة كالفقيه عبد السلام بن الأشهب بمسجد القصبة، والعلامة أحمد أبي العيش (مصباح)، والعلامة أحمد بن عبد السلام السميحي والعلامة محمد بن عبد السلام السميحي، والفقيه العلامة عبد السلام غازي، كما أخذ عن والده بعض دروس الألفية بشرح المكودي وتوضيح ابن هشام، وكذا دروس الحديث. وقد شملت الدروس العلمية التي تلقاها: الآجرومية، والألفية، ومختصر خليل، وتحفة ابن عاصم، والمرشد المعين، وتفسير القرآن بالجلالين، والسيرة النبوية، والتاريخ، ودراسة الحديث، وغيرها من العلوم والمعارف[5]. وقد أبان كَنون عن نبوغ علمي مبكر خاصة في ميدان الشعر، حيث بدأ في نظم الشعر وهو في الرابعة عشرة من عمره، وخاض في أغراض شتى من فنون الشعر والأدب حتى جمع على حداثة سنه ديوانا شعريا وفي أغرض شعرية متعددة، وكان ينسج على منوال كبار الشعراء المتقدمين.[6]

كما انفتح عبد الله كنون على قراءة ومطالعة ما يرد إلى المغرب من الخارج وخاصة من المشرق، من مجلات وصحف عربية كمجلة “المقتطف”،  ومجلة “الهلال”، وجريدتي “المؤيد” و”اللواء”، و”الأهرام” و”الجامعة العربية”… يضاف إلى ذلك الكتب الأدبية والعلمية والكتب التي تترجم لعدد من الأدباء والشعراء العالميين كتولستوي ودوستويفسكي  وهوجو وراسين وغوتة وغيرهم. كما تردد على دروس بعض علماء فاس من أجل الإستزادة واختبار ما تلقاه في طنجة من معارف وعلوم.[7]

وقد ذكر أيضا أنه تعلم الفرنسية عبر أصدقاءه الذين يدرسون في المدارس العصرية حيث يعلمهم العربية ويلعمونه الفرنسية، وأيضا عبر مطالعة الكتب الفرنسية ومشاهدة الأفلام السينمائية، أما اللغة الإسبانية فقد تمكن من إتقانها في الشارع فقط. كما بدأ في إلقاء الدروس وهو في سن التاسعة عشرة من عمره، وكان ذلك في الزاوية التجانية بطنجة واستمر في ذلك لمدة خمس سنوات.[8]

العمل الوطني ضد الإستعمار

كانت بداية عبد الله كنون مع العمل الوطني سنة 1930م عندما التقى بالحاج محمد بنونة وأخوه عبد السلام بنونة، ومحمد داود، والحاج محمد بن اليمني الناصري، ومحمد غازي المكناسي، والمكي الناصري، وقد جرت اللقاءات في مدن: طنجة وتطوان والرباط وفاس. كما تعرف في دروب النضال على: أحمد بلا فريج، ومحمد الزيزي، وعبد الكبير الفاسي، ومحمد القباج الكتبي، والمختار السوسي، وأبو بكر بناني، وعلال الفاسي، ومحمد بن الحسن الوزاني، والهاشمي الفيلالي، وعبد العزيز بن إدريس، ومحمد بن إبراهيم الكتاني، ومحمد بن عبد الله، وبوشتى الجامعي. وأثناء زيارته للرباط حضر بعض دروس العلامة أبي شعيب الدكالي في الزاوية الناصرية، ودروس الفقيه الحجوي. وقد تصادف ذلك كله مع انطلاق الاحتجاجات وقراءة اللطيف احتجاجا على الظهير البربري والتي شارك في بعضها بمدينة فاس أثناء زيارته لها.[9] كما أنه كانا عضوا بفرع طنجة لإحدى الجمعيات الوطنية التي أسستها الحركة الوطنية المغربية، وهي جمعية “الرابطة المغربية” (أو أنصار الحقيقة).

ولمواصلة نضاله في طنجة قرر عبد الله كنون إنشاء المدرسة الإسلامية الحرة، وذلك لمواجهة التحديات التي تطرحها الأنظمة التعليمية الدولية في طنجة والتي كانت تستبعد كل ما له بالعربية والمغرب من برامجها، وقد تمكن من تأسيسها رغم المضايقات والصعوبات الإدارية والمالية التي وقفت دونها، وفتحت أبوابها في الثاني من ذي القعدة عام 1355ه/1936.[10] وقد لاقت المدرسة نجاحا كبيرا مما اضطرها إلى بناء مقر جديد وفسيح افتتح عام 1947 بحضور السلطان محمد الخامس، وخصص للبنات جناحا خاصا بهن، وذلك قبل أن يتم تدشين مدرسة خاصة بهن.[11]

المهمات والمسؤوليات

تولى عبد الله كَنون كثيرا من المسؤوليات منذ سن مبكرة، بدأها بالمسؤولية عن إدارة المدرسة الإسلامية الحرة والمعهد الإسلامي اللتين أنشأهما في طنجة، كما تولى إدارة المعهد الخليفي للباحثين الذي تأسس في تطوان سنة 1938م/1326ه. وتولى أيضا مهمة وزارة العدل في مدينة تطوان التي هاجر إليها بعد نفي السلطان محمد الخامس 1953 احتجاجا على ذلك، وحتى لا يشارك في البيعة لابن عرفة الذي نصبته فرنسا سلطانا على المغرب، وذلك قبل العودة إلى مدينة طنجة مرة أخرى بعد الإستقلال لتولي منصب الوالي أو الحاكم العام، وكلف بتصفية النظام الدولي بالمدينة.[12]

أما على المستوى العلمي فقد حظي عبد الله كنون بعضوية مجامع علمية كثيرة منها:

  • المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1955.
  • مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1961.
  • أمين عام رابطة علماء المغرب سنة 1961.
  • عضو مؤسس في رابطة العالم الإسلامي سنة 1974.
  • عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
  • عضو مجمع اللغة العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية.
  • عضو المجمع العلمي العراقي.
  • عضو اللجنة الإستشارية لإحياء التراث الإسلامي سنة 1968.
  • عضو الهيئة العلمية بهيئة القدس العلمية.
  • عضو أكاديمية المملكة المغربية أول تأسيسها سنة 1980.
  • عضو مجلس الوصاية على العرش سنة 1980.

كما نال العلامة كنون عدة أوسمة وتكريمات منها: وسام العرش من درجة ضابط عام 1963 ووسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة سنة 1969، ووسام الحمالة الكبرى للجمهورية الفرنسية سنة 1969، ووسام حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية للعلوم والفنون والآداب من الدرجة الأولى، ووسام الكفاءة الفكرية من قبل الملك الحسن الثاني سنة 1989.[13]

الآثار العلمية للعلامة عبد الله كَنون

تميز العلامة عبد الله كنون بغزارة إنتاجه وتنوعه، فقد كان ذا ثقافة موسوعية، لذلك فقد أنتج في مجالات علمية وثقافية عدة؛ تنوعت بين الدراسات الأدبية والتاريخية المغربية والأندلسية، والدراسات اللغوية والإسلامية، ومقالات أدبية وشعرية، إضافة إلى المقالات السياسية في قضايا وطنية وعربية وإسلامية، وكذا تحقيق النصوص والكتب[14]:

  • شرح الشمقمقية لابن الونان (شاعر مغربي على عهد السلطان محمد بن عبد الله العلوي)(مصر 1934).
  • ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة.
  • أمراؤنا الشعراء (تطوان 1941).
  • واحة الفكر (إبداع ونقد) (1948).
  • لقمان الحكيم (مصر 1969).
  • الشيخ أحمد زروق دفين مصراته.
  • شرح مقصورة المكودي (مصر 1936).
  • النبوغ المغربي في الأدب العربي (تطوان 1937).
  • فضيحة المبشرين في احتجاجهم بالقرآن المبين (تطوان 1946).
  • أحاديث عن الأدب المغربي الحديث (القاهرة 1964).
  • أشذاء وأنداء (مقالات في الأدب والنقد) (طنجة 1976).
  • الرد القرآني على كتيبك هل يمكن الإعتقاد بالقرآن؟ (كتيب ألفه سفير الإتحاد السوفياتي في موريتانيا) (بيروت 1982).
  • إسلام رائد (مقالات في الدعوة) (تطوان 1971).
  • مفاهيم إسلامية (مقالات) بيروت 1964).
  • التعاشيب (إبداع ونقد) (تطوان).
  • العصف والريحان (مقالات في الأدب والنقد) (تطوان 1969).
  • أزهار برية (مقالات في الأدب والنقد) (تطوان 1976).
  • على درب الإسلام (مقالات) (طنجة 1976).
  • خل وبقل (مقالات في الأدب والنقد).
  • مدخل إلى تاريخ المغرب (مدرسي).
  • الجيش المجلب على المدهش المطرب (مناقشة لكتاب العلامة عبد الحفيظ الفاسي في شأن نسبة آل كَنون إلى البيت النبوي)
  • أدب الفقهاء (دراسات نقدية وتحليلية).
  • معارك (مقالات وطنية).
  • نظرة في منجد الآداب والعلوم (دراسات نقدية لغوي).
  • لوحات شعرية (ديوان).
  • إيقاعات الهموم (ديوان).
  • شؤون إسلامية (دراسات) (الدار البيضاء 1979).
  • الإسلام أهدى (دراسات) (البيضاء 1984).
  • جولات في الفكر الإسلامي (دراسات) (تطوان 1980)
  • تحركات إسلامية (رحلات ومؤتمرات) (البيضاء 1977).
  • أربع خزائن لأربعة علماء من القرن الثالث عشر.
  • معسكر الإيمان يتحدى (مقالات) (طنجة 1989).
  • تفسير سور المفصل من القرآن الكريم (البيضاء 1981).
  • القاضي عياض بين العلم والأدب.
  • أنجم السياسة وقصائد أخرى (دراسات أدبية عن نماذج من الشعر المغربي النادر).
  • تفسير سورة يَس (البيضاء 1989).
  • القدوة السامية للناشئة الإسلامية (دروس في تلقين البطولات الإسلامية) (تطوان 1945).
  • تقوّل سخيف على الجناب المحمدي الشريف (البيضاء 1988).
  • أربعون حديثا في فضل القرآن وتعلمه وتعليمه وتلاوته (طنجة)
  • محاذي الزقاقية (دروس في التشريع الإسلامي المغربي) (تطوان).
  • المنتخب من شعر ابن زاكور (تحقيق).
  • مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفاء (لعبد العزيز الفشتالي) (تحقيق).
  • ديوان ملك غرناطة يوسف الثالث (تحقيق).
  • عجالة المبتدي وفالة المنتهي في النسب لأبي بكر الحازمي (تحقيق).
  • الأربعين الطبية المستخرجة من سنن ابن ماجه وشرحها للعلامة عبد اللطيف البغدادي (تحقيق).
  • رسائل سعدية (تحقيق).
  • التيسير في صناعة التسفير لأبي بكر الإشبيلي (تحقيق).
  • أخبار الصغار للحافظ محمد بن مخلد الدوري العراقي (تحقيق).

كما خلف عبد الله كنون عددا مهما من الإصدارات عبارة عن مؤلفات مخطوطة اعتنى بترتيبها وتصنيفها والإشراف على طبع بعضها؛ نذكر منها: “قواعد الإسلام للقاضي عياض”، و”تلقين الوليد الصغير لعبد الحق الإشبيلي”، و”شرح الشيخ ميارة على لامية أبي المجراد” و”رسالة نصرة القبض في الصلاة للعلامة محمد المسناوي” و”الأنوار السنية في الألفاظ السنية لابن جزي” و”ترتيب أحاديث الشهاب للعلامة الخزرجي” و”كشف الشبهات للعلامة بن سليمان الورعي”[15].

ولأن عبد الله كنون تميز بتكوينه الموسوعي  فقد جمع بين التأليف في مجالات عدة، وكان من بينها الميدان الصحفي، لذا فقد نشر عدد كبيرا من المقالات والدراسات والأبحاث في مجلات عدة وخاصة مجلة “لسان الدين” ومجلة “الإحياء” ومجلة “الأنوار” التي ترأس هيئة تحريرها، ومجلة “دعوة الحق” المغربية، وصحيفة “الميثاق” لسان رابطة علماء المغرب التي كان يرأسها. كما نشر في عدد من الصحف والمجلات المشرقية ك”الرسالة” و”الأهرام”.

وفاته

كانت وفاته -رحمة الله عليه- يوم 05 ذي الحجة 1409ه الموافق ل 09 يوليوز 1989.

المراجع
[1] كَنون عبد الله، مقدمة الطبعة الثانية للنبوغ المغربي في الأدب العربي، ص 07.
[2] كَنون عبد الله، مقدمة الطبعة الثانية النبوغ المغربي في الأدب العربي، ص 10.
[3] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، قدم واعتنى به ورتب تراجمه إلى طبقات محمد بن عزوز، مركز التراث الثقافي المغربي (البيضاء)  ودار ابن حزم (بيروت)، ط 1، 2010، ص 15-17.
[4] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 39.
[5] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 51 وما بعدها.
[6] القباج محمد، الأدب العربي في المغرب الأقصى، ج2، مطبعة دار المناهل وزارة الثقافة والإتصال (قطاع الثقافة)، 2018، ص 37.
[7] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 61-63.
[8] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 64-66.
[9] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 68 وما بعدها.
[10] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 91.
[11] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 99.
[12] المريني نجاة، معلمة المغرب، ج 20، منشورات الجمعية المغربية للتألف والترجمة والنشر ومطابع سلا، 2004، ص 6831.
[13] المريني نجاة، معلمة المغرب، ج 20، مرجع سابق، ص 6832.
[14] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 110-117.
[15] كنون عبد الله، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، مرجع سابق، ص 117-118.