المولد والنشأة[1]

الفقيه العلامة الفطن الفهامة محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن بلقاسم بن عبد الله بن أحمد، ولد في “قصبة الطين” (قصبة تلاغت) من “آيت إيلوكَان” من “هشتوكة” (أشتوكن) بمنطقة سوس سنة 1322هـ / 1904م، افتتح القرآن الكريم على يد الطالب سيدي أحمد أسلاس، ثم لزم الأخذ عن والده حتى تخرج على يديه، بعد أن استكمل على يديه حفظ الخلاصة والأجرومية وجمل المجرادي ولامية الأفعال وقواعد الإعراب بقصيدة الزواوي ونصف التحفة.

الرحلة في طلب العلم

انتقل مترجمنا إلى الأخذ عن الشيخ العلامة الأديب الكبير الحافظ المتقن سيدي أبي زيد سيدي عبد الرحمان بن إبراهيم البازيّ الأزاريفي الحامدي، فختم على يديه: الخلاصة أربع ختمات بحفظ شواهد السيوطي والمكودي وابن هشام، وختم معه المقامات الحريرية والخزرجية بشرح الدماميني، ورسالة ابن أبي زيد، والدادسية بشرح الرسموكي.

ثم انتقل إلى مدرسة “سيدي مزال بن هارون بقبيلة آيت إيلوكَان”، فأخذ عن شيخها العلامة أبي الحسن علي بن أحمد الإسيكي: الألفية، ومختصر خليل، والعاصمية، والتلخيص بمختصر السعد، وتفسير الجلالين، وختم معه صحيح البخاري سبع ختمات بشرح القسطلاني والمنهج المنتخب، واستعارة ابن كيران، وفرائض الرسموكي، والحساب.

ثم أخذ عن الشيخ الفقيه البركة سيدي محمد بن عبد الله الساموكني، الذي كان يشارط بــ “فم السبت”، كما أخذ عن العلامة الأصولي الدراكة المشارك المحقق سيدي المحفوظ بن عبد الرحمان الأدوزي: مختصر خليل والتلخيص بالمطول، وابن السبكي، والمنطق، والولدية في آداب البحث والمناظرة، كما سمع عليه المواقف ورسالة الوضع للعضد، وصحيح البخاري.

مرحلة تدريس العلم

انتقل الأزاريفي إلى “بني حسن” في الغرب سنة 1345هـ/1926م، بمدرسة القايد عبد القادر بن العروصي بـ “وادي بهت” فختم لعدد من الطلبة: الخلاصة ولامية الأفعال وجمل المجرادي والقصيدة الدرديرية، ثم انتقل إلى “تيفلت” وقرأ مع عدد من الطلبة ـ بعضهم من سوس ـ مبادئ العربية والرسالة وابن عاشر والنصف الأول من الخلاصة، وكان خلال هذه الفترة يتردد على فاس لسماع العلم من علماء جامع القرويين، كما زار الرباط وسمع عن العلامة سيدي الحاج الحسن مزّور بعض التفسير بزاويته بـ “درب ابن سالم” وارتبط به ارتباط التلميذ بالشيخ، وأجازه بما سمع عن أشياخه. كما سمع في الرباط من العلامة الحافظ الحجة سيدي المدني بن الحسني، كما سمع بعض تفسير سورة البقرة عن العلامة سيدي محمد بن العربي العلوي.

إجازاته

للأزاريفي البيضاوي إجازة من شيخه سيدي الحاج أحمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري سماها: “بلوغ الأماني”.

وله إجازة من شيخه سيدي الحاج الحسن مزّور الذي أجازه بكل ما سمع عن أشياخه.

الرحلة إلى الدار البيضاء

وفي سنة 1352هـ/1933م، انتقل إلى مدينة الدار البيضاء ونزل بـ “درب غلف” وشرع في تدريس العلم، وأقبل على الوعظ والإرشاد، فختم مع الطلبة: الخلاصة عدة مرات، ومختصر خليل، وتلخيص المفتاح، وصحيحي البخاري ومسلم، وجامع الترمذي، واستعارة ابن كيران.

تلاميذه

توفق من تلاميذه كثيرون تبوأوا وظائف مرموقة فاشتغلوا في القضاء والتربية والتعليم وغير ذلك من القطاعات نذكر منهم:

ـ الفقيه القاضي سيدي مسعود بن الحاج صالح الحريزي الشاوي.

ـ الفقيه العلامة الشريف الإبراهيمي الجيلاني بن محمد الحريزي الشاوي.

ـ الأستاذ سيدي أحمد الصديق بن عبد السلام الشياظمي.

ـ الأستاذ سيدي إبراهيم بن محمد السوسي الزيكي.

ـ الأستاذ سيدي محمد بن الحاج أحمد بن الشافعي الأزموري البيضاوي.

ـ الأستاذ العدل سي حجاج بن عبد العزيز الشاوي المزابي الحجاجي….

آثاره العلمية

خلف الشيخ الأزاريفي البيضاوي عددا من المؤلفات نذكرها كما يلي:

ـ شرح نظم أبي زيد الجيشتيمي في ثلاثة أجزاء(مطبوع).

ـ النقل الصحيح لا يخالف العقل الصريح.

ـ نفائس اللآلي وعرائس المعالي شرح بدء الأماني.

ـ كشف اللثام عن خرائد غاية المرام في شرح ورقات الإمام (إمام الحرمين).

ـ شرح مبنيات نظم سيدي الحاج أحمد الجيشتيمي (مطبوع).

ـ مشارق الأنوار في ذكر مولد النبي المختار(مطبوع).

ـ أزهار البساتين في التجول في السوادين، رحلة إلى لإفريقيا السوداء (مطبوع).

وقد كانت وفاته -رحمه الله تعالى- سنة 1985م.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص: 238- 241.