المحتويات
المولد والنشأة[1]
الفقيه الأستاذ المربي العربي بن محمد بن هدي بن العربي تميم، من مواليد سيدي بنور إقليم الجديدة سنة 1957م. انتقل مع والده صغيرا إلى الدار البيضاء، ليستقر بدرب الكلوطي بدرب السلطان، وعند بلوغه ست سنوات دخل الكتاب، وشرع في تعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، لكن سرعان ما أعاده والده إلى مسقط رأسه لتتولى جدته لأبيه رعايته، والإشراف على تحفيظه القرآن الكريم على يد الفقيه أحمد الربيعي من خميس الزمامرة، ثم على يد صهره الفقيه الجيلالي بوخلفة من جمعة سحيم ببلاد عبدة، فحفظه وأتقنه لفظا ورسما بعد أربع ختمات.
الرحلة في طلب العلم
بعد جولات في عدد من الكتاتيب والزوايا في دوار الكوارة بجمعة مطل، والغوالم بأربعاء أولاد عمران. كانت بداية الطلب بالمدرسة العلمية التابعة للزاوية الناصرية قرب خميس الزمامرة سنة 1973م حيث سيقضي سنتين عند شيخها سيدي العربي الناصري وابنه سيدي محمد وابن عمه سيدي عبد الله، الذين أخذ عنهم تفسير ابن كثير، والألفية، والأجرومية، وابن عاشر، والعاصمية، والمكودي.
العودة إلى الدار البيضاء
عاد المترجم إلى الدار البيضاء عام 1975م، والتحق بالمركز الديني بعد إجراء مباراة الولوج، حيث درس فيه مدة ثلاث سنوات بالمستوى الإعدادي، ثم انتقل إلى ثانوية لارميطاج التي كان يديرها الأستاذ الوطني الهاشمي الفيلالي -رحمه الله، وتقدم بعدها لامتحان البكالوريا الأصلية مترشحا حرا ليحصل عليها سنة 1984م.
ثم تاقت نفسه لمواصلة التحصيل الجامعي، فسجل بالمعهد الإسلامي لتكوين الأطر، وكلية الآداب شعبة الدراسات الإسلامية في نفس الوقت، وبالمعهد الإسلامي أخذ عن الشيخ محمد المكي الناصري، والأستاذ بنعباد، والأستاذ رضوان بنشقرون، والدكتور محمد الأمين الإسماعيلي، والدكتور مولاي أمبارك العلمي، والدكتور محمد خليل، والأستاذ رفهي العلوي وآخرين. وبعد التخرج من المعهد العالي لتكوين الأطر أرسل إلى الأزهر الشريف بالقاهرة ضمن بعثة من طلبة المعهد الإسلامي، فأخذ فيه عن الشيخ رؤوف شلبي والشيخ محمود شلبي والشيخ أحمد صقر والدكتور محمد عمارة وغيرهم.
المشاركات العلمية والمهنية
بعد العودة من مصر، عيّن مترجمنا موظفا بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث عمل فيها مدة سنة واحدة بالقسم المالي، لينتقل إلى الدار البيضاء موظفا بمكتبة مجلسها العلمي.
وفي سنة 1990م، حصل على الإجازة وكان بحث التخرج تحت عنوان “المناحي الإصلاحية من خلال سورة الجمعة”، ثم التحق بدار الحديث الحسنية سنة 1994م، حيث قضى ثلاث سنوات، أخذ فيها عن الدكاترة أحمد اليزيدي، والنوري معمر، والعلامة محمد يسف وآخرين، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في موضوع: “تفسير قتادة من خلال تفسير ابن كثير” ويحضر الآن رسالة الدكتوراه في موضوع: “منهج المغاربة في حفظ القرآن الكريم والحفاظ عليه” تحت إشراف الدكتور محمد زين العابدين رستم.
للمترجم حضور إعلامي منذ 1990م، من خلال عدد من البرامج الإذاعية ودروس الوعظ في عدد من مساجد الدار البيضاء كمسجد درب الخير والخيرية الإسلامية بعين الشق، ومسجد الإدريسية بالفداء درب السلطان، ومسجد قصر البحر ومسجد الساقية الحمراء بابن مسيك، كما يخطب الجمعة بمسجد الشهداء منذ سنة 1990م.
اختير الأستاذ العربي تميم ضمن بعثات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل التأطير الديني للجالية المغربية بأوربا، والتأطير الديني للحجاج المغاربة مرات عديدة، والتأطير الديني بالأقاليم الصحراوية سنتي 1979م و 1992م.
شيوخه وأساتذته
يعتز الأستاذ تميم بشيوخه الذين درس عليهم بالدار البيضاء ويذكرهم بفخر وامتنان، معتزا بالأخذ عنهم وهم السادة: المختار وعدي، وحسن أمين الهلالي، وعلال بشر، ومحمد گنوني المذكوري، وعمر محسن، والحسين مفراح، والقاضي مسعود الحريزي، وأحمد التفلي وآخرون.
لازال مترجمنا حفظه الله تعالى يواصل عطاءه العلمي والإداري من خلال عدد من المشاركات العلمية والدعوية، فضلا عن تسييره للمعهد الإسلامي لتكوين الأطر الدينية بالدار البيضاء الذي تقلد منصب إدارته منذ 2004م.