علال بشَر الإدريسي.. رحلة عمر في سبيل العلم والدعوة

المولد والنشأة[1]

الفقيه العلامة الدكتور علال بشر الإدريسي الحسني، من مواليد فجر يوم الاثنين سادس محرم الحرام 1363 هجري الموافق فاتح يناير 1944م بمدينة سطات. تلقى تعليمه الأولي على عادة أبناء جيله بمسقط رأسه وضواحيه فحفظ القرآن الكريم وبعض متون اللغة والفقه.

التحصيل العلمي

جال مترجمنا في بلدات كثيرة لطلب العلم، تنقل خلالها بين مدارس عتيقة، فدرس على شيوخها ما كان متداولا يومها، كالمرشد المعين والأخضري والمكودي والتحفة وبداية المجتهد وغيرها كثير. ثم التحق بالتعليم النظامي فدرس في مدرسة الأمير مولاي عبد الله، ومدرسة النهضة في مدينة سلا، ثم التحق بالقرويين وبعدها بكلية الآداب في فاس وكلية الحقوق بالدار البيضاء ودار الحديث الحسنية في الرباط وجامعة ” ليل” بفرنسا وكلية الآداب بغرناطة؛ كان شغوفا بالاستزادة من العلم، حريصا على طلبه، كلما نبغ اسم شيخ في علم من العلوم أو فن من الفنون قصده وجلس إليه واستفاد منه، فكانت النتيجة علما غزيرا وفهما واسعا وعطاء متعددا.

وحاز الدكتور علال بشر إجازات حوالي اثني عشر عالما، كالدكتور محمد تقي الدين الهلالي والشيخ محمد كنوني المذكوري والشيخ سيدي أحمد بنتاويت وسيدي عبد الله كنون الذي كان يعامله كولده، والشيخ المعداني والشيخ الزيراوي والشيخ حسن النتيفي والشيخ الزبير وغيرهم رحمهم الله جميعا.

مشاركاته العلمية والدعوية

كانت التجربة الدعوية لمترجمنا مبكرة، فقد تعرف سنة 1964م بالدار البيضاء على الشيخ فريد العراقي الذي جاء من مصر ضمن بعثة تعليمية، وأسس جمعية “أنصار الإسلام” فانخرط فيها، ليلتحق بعد ذلك بـ “جماعة التبليغ” رفقة الشيخ فريد العراقي نفسه الذي تبنى هذا المنهج بعد أن كان من أقطاب جماعة الإخوان المسلمين. وقد قضى مترجمنا في هذه الجماعة سنوات رفقة عدد من الدعاة منهم المرحوم محمد الحمداوي والعياشي المنصوري وعمر محسن والحسين مرداس وآخرين ممن كانت لهم خرجات وجولات دعوية في مدن مغربية وعالمية وصلوا خلالها إلى الهند وباكستان.

حصل على شهادة الدكتوراه الأولى في الفقه المقارن، ثم الدكتوراه الثانية من جامعة غرناطة في الحضارة الإسلامية، وحصل على دبلوم الدراسات في علم النفس، وعمل أستاذا في التعليم والإمامة والخطابة، وعزفت نفسه عن مناصب حكومية.. حيث عرضت عليه مهمة مستشار ديني، ثم عرضت عليه وزارة الأوقاف كما صرح بنفسه، فرفض كل ذلك امتثالا لوصية والده رحمه الله: “نحن من آل البيت اشتغل أجدادك الستة والثلاثين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإمامة الناس في الصلاة والخطابة والفتيا ولم يشتغلوا مع السلطة”.

كما عمل مترجمنا قبل التحاقه بأوربا إماما وخطيبا وواعظا ومدرّسا في عدد من مساجد الدار البيضاء وزار مساجد أخرى واعظا ومدرسا بمدن مغربية أخرى، فكان فيها خطيبا بليغا، وواعظا مؤثرا، ومدرّسا نافعا. وبعد التحاقه بأوربا، اشتغل مديرا وإماما لأكبر مركز إسلامي في بروكسيل ببلجيكا، ثم مديرا وإماما لأول مسجد بني في العصر الحاضر بإسبانيا؛ وفاوض المسؤولين في بناء مساجد أخرى كمسجد مالقا وفوينخرولا وجبل طارق وغرناطة ومدريد وبلنسية، وهو إلى الآن في مفاوضات مع المسؤولين الأسبان لنفس الغرض.

آثاره العلمية والفكرية

فضلا عن رسائله الجامعية، كتب الدكتور علال بشر في التاريخ والفقه والسياسة والفن ومن كتبه ومؤلفاته:

• تحليل الرسوم في قبة صالون السفراء في قصر الحمراء.
• بصمات الأندلسيين في الفن.
• منهاج الله واحد.
• لماذا هذه الحروب؟.
• الفتيا والاجتهاد.

كما نشر مقالات في العديد من الصحف والمجلات، وحاضر في عدد من الجامعات.. وهو عضو في كثير من المنظمات الثقافية والعلمية والجمعيات الدينية…