مقدمة

تهتم الدراسات الشعبية بالإنسان من حيث إبداعه ووسائل إنتاجه لهذا الإبداع، وتقصي خبرته وحكمته كما يمارسها في حياته اليومية تلقائيا، هذه الخبرة والحكمة التي تناقلتها الأجيال كل جيل يضيف شيئا أو يحذف أشياء لتتوافق في النهاية مع واقع حياته التي يعيشها.

وهذا الإبداع ليس من صنع فرد بعينه، لكنه من نتاج الجماعة الإنسانية[1] في مجتمع ما، وتتعدد أشكال الإبداع والتعبير بتعدد وسائل هذا الإبداع من المأثورات الشعبية باعتبارها تعبيرا مباشرا عن أصالة الثقافة في أي مجتمع، وهي تعبير صادق يتوسل بمختلف وسائل التعبير الفنية ويجمع في مادته بين الخبرة الثقافية الموروثة والتجربة المعيشة، يقول المستشرق الإيطالي (جوفاني كانوفا) :”لابد أن نشعر كدارسين للعلوم الإنسانية بأهمية الدراسة العلمية عن التراث الشعبي في كل جوانبه الأدبية والاعتقادية والمادية والاجتماعية، وبالحقيقة لا تقتصر أهمية التراث الشعبي على قيمه الجمالية أو الأدبية فقط، ولكن لأنه يمثل محاولة فهم ووصف الحياة والعالم”[2].

وتفيدنا هنا التجربة الاستكشافية العريضة التي سبر أغوارها الباحثون الفرنسيون في المغرب، خلال فترة الحماية (1912-1956) وقبلها، في تكوين فكرة عن الأهمية الاستثنائية، التي يكتسيها جمع وتوثيق التراث الشعبي بشتى أنواعه التعبيرية المختلفة (حكايات، أمثال، غناء، طقوس احتفالية… الخ)، في فهم عقلية الساكنة، والاقتراب من معيشها، والإنصات إلى نبضها في كل الأحوال التي تتقلب فيها…[3]

بعد التجربة المريرة التي عاشتها فرنسا في أعقاب احتلالها سنة 1830م للجزائر، سيتطلع الفرنسيون إلى تفادي الأخطاء المرتكبة في ذلك البلد، ومعالجة الوضع بالتهيؤ المسبق قبل الإقدام على غزو المغرب، وقد تنبه المنظرون الاستعماريون إلى فكرة خطيرة، مفادها أن الغزو العسكري يجب أن يكون مسبوقا بغزو علمي/ثقافي. وهكذا فقد تم تهيئ مجموعة من الباحثين للقيام بعملية استكشاف واسعة النطاق للمغرب قبل الشروع في إرساء نظام الحماية سنة 1912م.

ويهمنا بشكل كبير في هذه المجهودات الكولونيالية ما يتعلق بالمجال التراثي، الذي اتسع ليشمل ما هو مادي بصري كالمعمار والآثار والخزف والسجاد والأزياء وأدوات الزينة وأنواع الأطعمة… وغير مادي كالحكايات والخرافات والأمثال والأساطير والألعاب والأوصاف الاثنوغرافية وما هو طقوسي كممارسات الطوائف الدينية والاحتفالات الموسمية…[4]

إدوارد ميشو بلير  (Édouard Léon Michaux-Bellaire) والبعثة العلمية” في طنجة

ميشو بلير مؤسس السوسيولوجيا الكولونيالية بالمغرب ولد سنة 1857، في مدينة رون الفرنسية والتحق بطنجة سنة 1884، وكان سنه حينها 27 سنة، و مساهمة “ميشو بيلير” لا يمكن فصلها عن أهداف “البعثة العلمية” كما صرح بذلك، هو نفسه، عام 1925 في كتابه “البعثة العلمية في المغرب” مبرزا المهام التي انطلقت منها هذه الأخيرة، والتي تتجلى في الحصول على الوثائق الأساسية التي تكشف عن بعض بنيات المجتمع المغربي، وذلك للحصول على المعلومات بواسطة إجراء مقابلات شفهية مع مبحوثين حتى يتسنى له التعرف على التقاليد والأنماط السلوكية ذات الطابع القبلي و الجماعي والأسري.

في إطار مؤسسة “البعثة” سيشرع “ميشو بيلير” في تزويد سياسة فرنسا تجاه المجتمع المغربي بمونوغرافيات مدن المغرب وقبائله عبر مجلدات “الأرشيفات المغربية” وعبر إنشاء مجلة “العالم الإسلامي” كما سيحاول في إطار البعثة، “ترجمة المخطوطات المتعلقة بالقانون العرفي و القضاء و تأليف العلماء المسلمين و سينكب أيضا على دراسة قضايا الحفريات، ذاهبا إلى حد القيام بتنقيبات في منطقة طنجة، من أجل “استخلاص معلومات تاريخية مفيدة “[5].

لم يتفق الباحثون على صفة محددة لميشو بلير، فهناك من وصفه بالمؤرخ، مثل الخطيبي، وهي علة عدم إدراجه في حصيلة السوسيولوجيا. وهناك من وصفه بالمستعرب، مثل كلود لوفيبر في قاموس المستشرقين الفرنسيين، غير أن هذا الاختلاف في التصنيف لم يقابله من جهة أخرى إلا الاعتراف بالريادة لهذا الباحث في دراسة المجتمع المغربي من مختلف الجوانب السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، والتاريخية.. الخ، وهو الأمر الذي تعكسه أعماله التي تجاوزت العشرين ومائة.[6] ومن أهم أعماله العلمية:

  • الإسلام والمغرب (1925) L’Islam et le Maroc
  • الزوايا الدينية في المغرب (1923) Les Confréries Religieuses au Maroc
  • دار وزان (1908) La Maison d’Ouazzan
  • توات وشرفاء وزان (1928) Le Touat et Les Chorfa d’Ouazzan
  • مقالة حول تاريخ الزوايا المغربية (1921) Essai sur l’histoire des Confréries Marocaines
  • الوهابية (1928) Le Wahabisme
  • ملاحظات حول آيت مهاوش وآيت أحنصال (1917) Notes sur les Amhaouch et les Ahançal
  • أملاك الأحباس وأملاك المخزن (1908) les biens habous et les biens du makhzen
  • محاولة استرجاع التواجد الإدريسي في فاس les tentatives de restauration Idrisside a Fès
  • الدرقاويون في طنجة les derqaoua de Tanger

شارل دوفوكو (Charles de Foucauld) ورحلة استكشاف المغرب

تعتبر رحلة شارل دوفوكو إلى المغرب 1883-1984 إحدى الرحلات الاوروبية البارزة خلال القرن 19م والتي توخت التعرف على المغرب المجهول، وقد استغرقت حوالي اثنا عشر شهرا زار خلالها الرحالة مناطق الشمال، والسايس وتادلة والاطلس وسوس ودرعة والصحراء… وتتجلى أهميتها في الكم الكبير من المعلومات التي تضمنتها عن بلاد المغرب خاصة المناطق القصية و البعيدة عن المدن المركزية. [7]

وقد جاءت رحلة شارل دوفوكو قبل احتلال المغرب بحوالي ثلاثين سنة أي أواخر القرن التاسع عشر، هذه الفترة التي تضمنت دراسات مختلفة أنجزها عسكريون ورهبان وأطباء وجغرافيين وقناصلة .. زوارا كانوا أو مستقرين في المغرب.

و إجمالا كانت هذه الدراسات عبارة عن خطط وضعتها السلطات الفرنسية قصد التمهيد للسيطرة على الإيالة الشريفة، وكانت هذه الرحلة ومثيلاتها عبارة عن خريطة طريق لاحتلال البلاد.

و في هذا الإطار جاءت رحلة “التعرف على المغرب” لكشف المناطق الداخلية التي ظل الفرنسيون يجهلونها ويحلمون بالتعرف عليها وإجراء مسح جغرافي ودراسات اثنوغرافية عنها، فبالرغم من تعدد الكتابات حول السلطنة المغربية، فقد ظل الأوروبيون والفرنسيون منهم خاصة يجهلون الكثير عن بلاد المغرب خصوصا المناطق القصية والأجزاء الداخلية أو ما يعرف بالمغرب العميق، لتكون رحلة الفيكونط شارل دوفوكو إلى هذه الثخوم والعوالم المجهولة قد شكلت آلية للكتابة وحقل اشتغال عن هذه الفضاءات والتعرف على خباياه وقبائله وبناه العتيقة.

رحلة شارل دوفوكو كانت دافعا قويا للدولة الفرنسية و قناصلتها في المغرب لتشجيع البحث والتنقيب عن خبايا العمق المغربي، وتطلعاتها نحو استكمال السيطرة على شمال افريقيا، فجاءت رحلة هذا العسكري- الراهب والمخفوفة بالمخاطر في زمن كان فيه دخول الاوروبيين إلى المغرب محرما أو شبه محرم. لكن هذا الرجل قام بكسر القواعد وجاءت رحلته غنية بالملاحظات التي سجلها عن الأماكن والقبائل والأخلاقيات والتقاليد والسلوك الاجتماعي وعن أنواع اللباس وأنماط العيش والأسلحة المتداولة… وسار على نهجه العديد من المستكشفين الآخرين.[8]

شارل هو من الرعيل الأول من هؤلاء المستكشفين الأوائل هو قس وضابط، دخل إلى المغرب متنكرا في زي يهودي شرقي يطوف على القبائل في مجموعة من أعوانه بينما هو في حقيقة الأمر عميل استعلامات، كانت مهمته هي اختراق هذا البلد المغلق الذي تحدق به الاطماع الاستعمارية من كل نوع، بهدف جمع المعلومات ورسم الخرائط ووضع تقارير عن طبيعة النظام السياسي القائم ونوعية العلاقة بين السكان والسلطة المخزنية ومدى قابليتهم للخضوع للأجنبي. وقد انتهت مغامرة دوفوكو بمقتله على يد قبائل صحراوية سنة 1916. وقد خلف وراءه كتاب مهم أسماه “استكشاف المغرب” دون فيه ما مر به في رحلته الممتدة من شمال الغرب إلى جنوبه وقدم عبره صورة عن المجتمع المغربي.[9]

أوغست مولييراس (Auguste Mouliéras) صاحب “المغرب المجهول”

لم يُعرف أوجيست مولييراس (1855 – 1931) بأنه مستشرق أو مستعرب، وإنما باعتباره مبشرا مسيحيا وإثنوغرافيا، بل وأن المطلع على المدرسة الاستشراقية الفرنسية لن يصادف اسمه أو أثره، غير أن المطلع على أفكاره وكتاباته، لا سيما في كتابه المغرب المجهول بجزئيه الأول حول اكتشاف الريف والثاني حول اكتشاف جبالة، يدرك أن جهوده العلمية والإثنوغرافية لا تختلف كثيرا عن جهود المستشرقين الأوروبيين، الذين انخرطوا في الحملة الإمبريالية والصليبية الجديدة ضد العالم الإسلامي، فهو يصرح بأن عمله يهدف إلى اكتشاف المغرب المجهول بالنسبة للأوروبيين، وتمهيد الطريق لاستعماره من قبل فرنسا التي لها كامل الحق في ذلك. يقول في هذا الصدد: “لقد ناقشت مرارا المسألة المغربية مع أعيان فاس ومراكش القلقين جدا وعن حق، على مستقبل بلدهم. والنتيجة التي توصلنا إليها، قد تقدم لفرنسا امتيازات لا تحصى وللمغرب منافع لا تقدر بثمن. ولن تراق قطرة دم واحدة للوصول إلى هذه النتيجة! غير أن الزمن لا يرحم، وخصومنا يعملون دون هوادة لمضاعفة تأثيرهم داخل هذا البلد الرائع الذي يستحضرون ثروته وأهميته.”1 وبعد مرور أقل من عقدين من صدور هذا المؤلف سنة 1895 في وهران بالجزائر، سوف تتمكن الإمبراطورية الفرنسية من احتلال المغرب وإخضاعه لنظام الحماية منذ سنة 1912، مما يؤكد أن جهود المستشرقين ومساعيهم المبذولة، ومنهم مولييراس، سرعان ما أتت أكلها في زمن قياسي.[10]

لا يجد اوغست حرجا في الافصاح عن غايته من تأليف كتاب المغرب المجهول بجزئيه والتي يحصرها في كشف النقاب عن هذا الشعب المتميز والغامض تمهيدا للهيمنة عليه، وذلك عن طريق التعرف على أفكاره ومعتقداته وقوانينه وتصوراته للعالم.

ولما كانت منطقة الريف بشمال المغرب، موضوع الاستكشاف، تعج بالأخطار من كل صوب، بحيث يندر أن يجازف الأجنبي بدخولها دون أن يتعرض لخطر، فإن مولييراس اهتدى إلى استعمال شخص مناسب ينوب عنه في هذه المهمة المستحيلة وهو مواطن قبائلي (من “بربر” الجزائر) اسمه محمد بن الطيب ويلقب بالدرويش، له إلمام بالعربية والفصحى، ومعرفة باللهجتين العامية والبربرية، ولتمويه شخصيته كان يتخذ هيئة طالب علم فقير، يجوب القرى والقبائل مستجمعا في ذاكرته كل ما تقع عليه عيناه، أو تسمع أذناه من معلومات ومعطيات جغرافية واقتصادية وثقافية وصولا إلى أدق التفاصيل عن الحياة اليومية للسكان، من ملبس وطبخ واحتفال..[11]

إدمون دوتي (Edmond Doutté): (مراكش 1905)

يعتبر إدمون دوتي (1867- 1926) من أبرز الكتاب الأجانب الذين اشتغلوا بالتعريف بالمغرب في إطار مهام استطلاعية واستعمارية معلومة، ولد دوتي في مدينة إفرو، ودرس في شارل سور مارن؛ حيث كان والده يشتغل بالتدريس في قسم الزراعة، وقد اتجه دوتي باهتمامه في بداية حياته إلى العلوم الطبيعية، أصيب بداء الرئة، فنصحته الأوساط الثقافية التي كان متصلا بها في ذلك الوقت بالانتقال إلى الجزائر. وهنالك التحق بسلك الإدارة المحلية، وكلف بشؤون القرى المختلطة شمالي قسنطينة. ثم تعلم اللغة العربية لينتقل إلى العمل في مجال التدريس، وينتسب إلى المدرسة العليا للآداب بالجزائر…[12]

أصبحت مهام دوتي إلى المغرب في تلك الفترة تشغل معظم وقته، وقد نشر تقارير عنها في مجلة “الاستعلامات الاستعمارية”، كما ضمنها كتابه “مراكش” الذي قامت على نشره لجنة المغرب (1905). ثم عاد دوتي يجوب مناطق المغرب خلال الفترة بين 1906 و1909 بمعية مرافقيه المغربيين المخلصين سي علال العبدي وسي بومدين بن زيان ودعم مادي من مصلحة التعليم العمومي والشؤون الخارجية وتشجيع من شركة الجغرافيا التجارية والاتحاد الاستعماري. وقد اغتنم دوتي العطل التي كان يحصل عليها خلال تلك السنوات فكرس بعضها لتحرير كتابه “مهمة في المغرب. بين القبائل” (1914).[13]

ويعد دوتي من علماء علم الاجتماع الاستعماري، وأحد أهم رواد الاستعلامات الفرنسية بالمغرب إدمون دوتي، وكان من القلائل الذي استطاعوا التغلغل عميقا في الأوساط المغربية، بادية/ومدينة، وعاشر النخبة والعامة، بحيث تكونت لديه فكرة دقيقة عن العقلية المغربية من جميع جوانبها، ولذلك كانت كلمته مسموعة في الأوساط الاستعمارية وهو أحد منظري فكرة أن الاستعمار العسكري يجب أن يكون مسبوقا بفتح علمي/ثقافي يمهد لإرساء النفوذ الاستعماري على المغرب.

من بين مؤلفاته عن المغرب واصفا ومحللا مظاهر حياتهم وطقوسهم واحتفالاتهم نذكر كتابه “مراكش” 1905، وكتاب “الدين والسحر في إفريقيا الشمالية” 1909، وكتاب “بين القبائل” 1914، وكلها مؤلفات ضخمة تزخر بالكثير من المعلومات الصغيرة والكبيرة عن المجتمع المغربي.[14]

المراجع
[1] ألكسندر كراب: علم الفولكلور، ترجمة رشدي صالح، مرجع سابق، 10.
[2] مجلة التراث الشعبية العراقية، العدد6، نيسان 1980، ص 181.
[3]  حسن بحراوي، مقال:"صون التراث الشعبي من الكولونيالية إلى العولمة"، مجلة المأثورات الشعبية، ع 86،  ص 10.
[4]  حسن بحراوي، مقال:"صون التراث الشعبي من الكولونيالية إلى العولمة"، مجلة المأثورات الشعبية، ع 86،  ص 8، بتصرف.
[5]  محمد هرورو: علم الاجتماع السياسي الاستعماري، مجلة أبحاث عدد 9-10 السنة 3 1986 ص: 6.
[6] يونس الوكيلي، سوسيولوجيا الإسلام المغربي: نظرات في حصيلة الأرشيف الفرنسي 1900 – 1930، المركز الثقافي العربي، ط الأولى 2013، ص 42 – 43.
[7]  هشام عفيفي، مقال: شارل دوفوكو و تحفة الجنرال دوكان التي طالها الإهمال بملاح واويزغت‎‎، موقع أطلس سكوب: https://bit.ly/3Wx9nc5.
[8] هشام عفيفي، مقال: شارل دوفوكو و تحفة الجنرال دوكان التي طالها الإهمال بملاح واويزغت‎‎، موقع أطلس سكوب: https://bit.ly/3Wx9nc5.
[9] حسن بحراوي، مقال:"صون التراث الشعبي من الكولونيالية إلى العولمة"، مجلة المأثورات الشعبية، ع 86،  ص 10.
[10] التجاني بولعوالي، مقال: اوجيست مولييراس؛ مهمة تجسسية بالنياية، موقع هسبريس: https://bit.ly/3DDHgiG.
[11]  حسن بحراوي، مقال:"صون التراث الشعبي من الكولونيالية إلى العولمة"، مجلة المأثورات الشعبية، ع 86،  ص 10- 11، بتصرف.
[12] إدمون دوتي، مراكش، ترجمة عبد الرحيم حزل، مطبعة أبي رقراق، 2011، ص 5.
[13] إدمون دوتي، مراكش، ترجمة عبد الرحيم حزل، مطبعة أبي رقراق، 2011، ص 6-7.
[14]  حسن بحراوي، مقال:"صون التراث الشعبي من الكولونيالية إلى العولمة"، مجلة المأثورات الشعبية، ع 86،  ص 11، بتصرف.