توطئة

إن موهبة التوثيق عند عبد الحي بنيس تجري في عروقه، ويحس الرجل بالمتعة وهو يشتغل موثقا، ومن أهم كتبه “أقوى الأحداث التي طبعت تاريخ المغرب من (1900 إلى 2010)، ومعلوم عند الباحثين ما تخوله الوثائق وتفسح له من مجالات للفهم والاستنباط والإدراك واستيعاب المتغيرات والوقائع والأحداث. والمساحة الزمنية التي اشتغل بها بنيس وجمع وثائقها مهمة جدا حيث كان المغرب على صفيح ساخن، استهدفته قوى الاستعمار  الفرنسي والاسباني، وواجه ثورة بوحمارة.

فتاريخ الأحداث من الزاوية الكرونولوجية “ليس عملا شكليا أو استنطاقا عابرا لفترات مختلفة بصمت التاريخ، ولكنه تشكيل موضوعي لرصد الحدث بارتباط مع زمنه مما يمكن الباحثين والدارسين من استقراء أمثل لفصول ومجريات مختلف الفترات التي طبعت التاريخ ورصد سيرورته وتطوراته المتسارعة ” (ص 3).

وقد أصدر عبد الحي بنيس، سبعة مؤلفات تتعلق أساسا بالعمل البرلماني، إضافة إلى كتابه عن “المرأة في الخطب الملكية والتصاريح الحكومية والتصاريح الحكومية وبرامج الأحزاب السياسية”، وكتاب “أطيب الأحاجي والأمثال من أفواه النساء والرجال”، و”اليهود المغاربة في المنظومة القانونية (1913-2007)”، و”الأداء البرلماني للزعيم علال الفاسي (1963-1965)”، و”الحسن الثاني الذاكرة والتاريخ“، غيرها من المؤلفات. وتعكس هذه الإصدارات كلها هاجس التوثيق لدى الكاتب، وعبد الحي بنيس من طينة خاصة، فهو ليس باحثا جامعيا أو أكاديميا، وليس مؤرخا، ولا كاتبا ممارسا للكتابة، بل هو بعيد عن عالم المفكرين والأدباء، والأساتذة الباحثين… إنه رجل بسيط اشتغل فترة طويلة من عمره داخل البرلمان في إدارة الفريق النيابي لحزب الإستقلال، وبمصلحة اللجان وبديوان رئاسة المجلس كمصور.

محتويات الكتاب

يعد هذا الإصدار التاسع عن دار الأمان للطباعة والنشر والتوزيع سنة 2010 م، يقع الكتاب في 469 صفحة، يقول بنيس “فهذا الكتاب الذي أقدمه للقارئ تحت عنوان: “أقوى الأحداث التي طبعت تاريخ المغرب من 1900 إلى 2010” يتضمن جردا شاملا لكل الأحداث التي عرفها المغرب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدبلوماسية والإعلامية والرياضية وغيرها، كما يتضمن تواريخ صدور العديد من القوانين المهمة، بالإضافة إلى مقتطفات من الخطب الملكية بالنسبة لبعض المحطات السياسية من تاريخ المغرب التي اكتست أهمية بالغة، وبعدا استراتيجيا حاسما في رسم ملامح السياسة العامة وتوجهاتها. (ص 4)

إنه و بهاجس الباحث والمنقب والموثق -كما دأب على ذلك في مجموعة من إصداراته – عمل على خوض غمار هذه التجربة التي لا يدعي أنه أنجزها بدون عناء أو معاناة، بل تطلب منه هذا العمل مدة زمنية ليست باليسيرة، استند فيها على ركام من المراجع التي تراوحت بين الكتب والمجلات والجرائد والبحوث وغيرها. (ص 3)

وكان دافعه في اقتحام هذا الجنس من البحث “يعود بالأساس إلى تشتت وانعدام الأرشيف الوطني الذي يتناول التنقيـب  الشمولي في الفضاءات المتنوعة والشاسعة التي ترسم صورة المغرب منذ بداية القرن الماضي إلى عشرية القرن الحالي، بحيث أن مختلف البحوث والدراسات تكتفي بالتحليل أكثر من التأريخ لفترات زمنية محددة، وفي مجالات خاصة أحيانا لا تلامس إلا قضايا خاصة طبعت مس المغرب في فترات معينة من تاريخه”. (ص 3 )

حاول الكاتب اعتماد أسلوب سلس وسهل وبسيط يختزل كل الوقائع التاريخية في سطور معدودات، الأمر الذي يجعله في متناول كل الفئات النوعية والعصرية، متمنيا أن يساهم البحث في إغناء الخزانة الوطنية بمجهود توثيقي سيمكن المغاربة والأجانب على حد سواء من التعرف على تاريخ المغرب بتواريخ مضبوطة ومدققة، ستيسر الحكم الموضوعي على مسار مختلف الانتقالات التي عرفتها البلاد في مختلف المجالات وعلى الصورة المجتمعية للمغرب ومختلف الانشغالات التي كان يعرفها المجتمع المغربي في كل الفترات التاريخية وارتباطها بالمناخ العام الذي كان يطبعها. (ص 4)

وقد واجه الباحث صعوبات فلم يكن من السهل تماما أن يتحرى في دقة تواريخ مهمة وحاسمة تعود إلى بدايات القرن الماضي، بسبب قلة المراجع الوطنية وعلى رأسها الجرائد الوطنية التي تعتبر الأكثر رصدا للأحداث اليومية التي عرفها المغرب.

وتضمن البحث:

  • مقدمة
  • مقولات ملكية
  • مقولات لجلالة المغفور له محمد الخامس
  • مقولات لجلالة المغفور الحسن الثاني
  • مقولات لجلالة الملك محمد السادس
  • أحداث – منجزات – مواقف من 1900 إلى 2010
  • نصوص مختلفة من الجريدة الرسمية
  • مختلفات