المولد والنشأة[1]

الشيخ الدكتور والفقيه المربي القاضي بن المفضل بن أحمد برهون الإدريسي الحسني ولد بقبيلة بني زيات إحدى قبائل غمارة باقليم شفشاون في شمال المغرب في يوم 01 يناير 1947، حفظ القرآن الكريم على جده لأمه وخاله، والشيخ محمد بنعيش والشيخ عبد السلام بنعيش والشيخ محمد بري رحمهم الله تعالى.

مراحل التعليم

تلقى تعليمه الإبتدائي الخاص بمدينة سلا، والثانوي بالتعليم الأصيل بشفشاون. حصل على شهادة الباكالوريا شعبة التعليم الأصيل سنة 1978م، وحصل على الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة –جامعة القرويين-بفاس سنة 1982م.

اشتغل مدرسا بالتعليم سنة 1966م بمدينة الدار البيضاء فعمل بأسلاكه الثلاثة: الإبتدائي والإعدادي والثانوي. ثم التحق بجهاز التفتيش بالتعليم الإعدادي والثانوي سنة 1989م. وظل حريصا على مواصلة دراسته بالتعليم الجامعي، فالتحق بالسلك الثالث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية –جامعة محمد الخامس بالرباط، شعبة الدراسات الإسلامية، تخصص السنة وعلومها سنة 1989م، فحصل على شهادة الدروس المعمقة سنة 1990م من الكلية نفسها، وحصل على شهادة دبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في العلوم الإسلامية، تخصص السنة سنة 1992م في موضوع: “خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته” نوقشت بتاريخ يوم الإثنين 25 جمادى الثانية عام 1413ه الموافق ل 21 دجنبر 1992. ثم سجل أطروحته في الكلية نفسها لنيل دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية تخصص السنة وعلومها بتاريخ 22 مايو 1993، في موضوع:”المسند الصحيح في التفسير النبوي للقرآن الكريم من سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء”، نوقشت بتاريخ يوم الجمعة 15 صفر 1418ه/20 يونيو 1997، وقد منح درجة الدكتوراه الدولة في التفسير والحديث بميزة حسن جدا.

شيوخه وأساتذته

  • – الشيخ العلامة مفتي الرباط وسلا في الستينات، بنعبد النبي، ودرس عليه شرح منظومة ابن عاشر في فروع الفقه المالكي بمدينة سلا.
  • – الشيخ العلامة مولاي عبد الرحمن الكتاني: درس عليه الحديث ودروسا في الفقه والسيرة النبوية بمدينة سلا.
  • – الشيخ الفقيه والأديب مصطفى النجار: درس عليه ألفية ابن مالك إلا أنه لم يتيسر اتمامها عليه.
  • – الأستاذ الكتاني: درس عليه “متن الأجرومية” بشرح التحفة السنية.
  • الشيخ العلامة أحمد التليدي: درس عليه علم المواريث، وألفية ابن مالك في النحو بشفشاون.
  • الشيخان محمد لغدس ومحمد السفياني: درس عليهما كل أبواب علم الفرائض بشفشاون.
  • الشيخ العلامة محمد كَنوني المذكوري: مفتي رباطة علماء المغرب في الستينات: درس عليه تفسير القرآن الكريم كله، والحديث والفقه من خلال موطأ الإمام مالك والأصول والبلاغة بالدار البيضاء.
  • الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي: درس عليه العقيدة من خلال القرآن الكريم، والأصول من كتاب مستصفى الغزالي، ودروسا في علم الحديث بالدار البيضاء.

وفي شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالرباط: درس تعميق التخصص في السنة وعلومها على يد أساتذة الشعبة.

نشاطه الدعوي

كان القاضي برهون من مؤسسي جمعية شباب الدعوة الإسلامية بعين الشق –الدار البيضاء، وأحد أعضاء مكتبها، ثم صار رئيسا لها، فكان له له دروس بمقرها أسبوعبا ضمن زملاء آخرين من أعضاء مكتب الجمعية. قام رفقة إخوة آخرين بجولات دعوية في عدة نواح من المغرب. كما لم يدخر وسعا في تغطية لقاءات ومناسبات يدعى إليها لإلقاء محاضرات علمية، أو للتوجيه والإرشاد لتحبيب السنة للناس والتزام اتباعها والعمل بها.

الوعظ الإرشاد والخطابة

  • تم ترشيحه لتقديم درسين في الأسبوع بالمسجد الكبير بعين الشق – الدار البيضاء في عام 1971م، وثلاثة دروس في الأسبوع بالمسجد الكبير بالحي المحمدي –الدر البيضاء ابتداء من عام 1973م.
  • تم تعيينه خطيبا وواعظا بمسجد الفتح (مسجد الكدية) بحي الكدية الحي المحمدي –الدار البيضاء عام 1975.
  • تم تعيينه خطيبا وواعظا بمسجد عمر بن الخطاب بحي عمر بن الخطاب (در ميلا) –الدار البيضاء ابتداء من عام 1984م، وكان له به ثلاثة دروس في الأسبوع.
  • وابتداء من شهر يوليوز 1998، تم تعيينه خطيبا وواعظا بمسجد عثمان بن عفان بحي مبروكة –عمالة مقاطعات مولاي رشيد بالدار البيضاء، وشرع في تقديم درسين علميين قارين في الأسبوع: الأول في تفسير القرآن الكريم، والثاني في شرح صحيح البخاري.

ولما عزم المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات بن امسيك –الدار البيضاء على إنشاء الكراسي العلمي ببعض المساجد التابعة له بتراب العمالة المذكورة، أنيط بالقاضي برهون مهمة القيام بالكرسي العلمي الخاص بصحيح البخاري بمسجد الساقية الحمراء، فصار له درسان في الأسبوع من صحيح البخاري.

مؤلفاته العلمية

  • في الحديث: “خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته” طبع أولا في مجلد، ثم أعيد طبع في مجلدين.
  • في فقه الزكاة: “القول المبين في زكاة العروض والمستغلات ومخرجات الأرض والدين”.
  • في بيع الأجل من البيوع: “التجرؤ المفرط في ادعاء الإجماع على إباحة أخذ الثمن الأكثر والزيادة في الثمن للأجل والتقسيط”.
  • في فقه البيوع: ” حكم الشرع في عقد الإجارة وأنواع عقود البيع”.
  • في مناقشة التعامل بالربا: “الشرائع السماوية تحرم الربا في الإقراض والإقتراض والمعاملات التجارية والمصرفية”.
  • “وجود تعريف الأمة بأحكام القبور والمقبرة”.
  • تخريج أحاديث مقرر كتاب التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي بمستوياته الثلاثة (عمل مشترك).
  • “تحصين الأمة وحماية الملة بإقامة حكم الردة”.
  • “إعلام الداني والقاصي بحكم الشرع في الإصرار على المعاصي”.
  • في طور الإنجاز: كتاب في حكم الشرع في الجراحة الطبية ونقل الأعضاء الآدمية.

وللمترجم أيضا عدة مقالات في عدد من الصحف والمجلات داخل المغرب وخارجه مثل “الفرقان” في السنوات الأولى من صدورها، ومجلة ” المنار الإسلامي” الإماراتية ومجلة “الأمة” القطرية ومجلة “الميثاق” لسان رابطة علماء المغرب في عهد رئيسها الشيخ عبد الله كنون رحمه الله، وصحيفة “النور” التي كانت تصدرها جمعية البعث الإسلامي بتطوان، وصحيفة “السنة” في عهديها القديم والجديد، وحصيفة “المسلمون”.

وفاته

توفي رحمة الله عليه يوم الجمعة 25 محرم 1443 الموافق 3 شتنبر 2021 جراء مضاعفات إصابته بفيروس كرونا المستجد، ودفن بمقبرة الغفران بحي مديونة بالدار البيضاء.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. صص: 178-181.