المحتويات
المولد والنشأة[1]
الفقيه العلامة الخلوق المربي الأستاذ المشارك المهدي السيني، من مواليد سنة 1939م، تلقى مبادئ القراءة والكتابة بمسقط رأسه ابن تمار بمنطقة العوقلة قبيلة العامر بمنطقة عبدة قرب ثلاثاء بوكَدرة على بعد 20 كلم عن مدينة آسفي، وبها أتم حفظ القرآن الكريم ولمّا يتجاوز العشرة من عمره؛ ثم طلب رواية القراءات وعلوم القرآن بمعاهد التعليم العتيق بكل من عبدة ودكالة على ثلة من الشيوخ رحمهم الله، وكان ذلك ما بين عام 1945م وعام 1952م.
التحصيل العلمي
التحق مترجمنا بكلية ابن يوسف بمراكش منذ 1954م، حيث أنهى دراسته في مراحل التعليم الثلاث: المرحلة الابتدائية، ثم المرحلة الثانوية، ثم المرحلة العالية، مع ملاحظة أن مرحلة التعليم العالية صارت بكلية اللغة العربية بمقتضى التنظيم الجديد الذي جعل لجامعة القرويين يومئذ ثلاث كليات: كلية اللغة العربية بمراكش، وكلية الشريعة بفاس، وكلية أصول الدين بتطوان. ثم التحق بالمدرسة العليا للأساتذة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط لتحضير إجازة التدريس لمواد اللغة العربية وآدابها، حيث كانت مواد التدريس الأكاديمي بكلية الآداب، ومواد التدريس البيداغوجي والتربوي بالمدرسة العليا للأساتذة.
بعدها رحل مترجمنا إلى فاس، حيث نال إجازة التدريس للسلك الثاني، بالإضافة إلى حصوله على البكالوريا من القرويين والتي كان يعتز بكونها موقعة من طرف العلامة سيدي جواد الصقلي. كما التحقت بدار الحديث الحسنية بالرابط لتحضير دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية شعبة علوم القرآن والحديث، وتخرج منها بميزة حسن.
مساره المهني
اشتغل مترجمنا منذ 1964م إلى سنة 1974 أستاذا بالتعليم الثانوي بمدينة مراكش، ثم التحق بالمركز التربوي الجهوي بمراكش أستاذا مؤطرا وظل هناك منذ سنة 1974م، إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1996م. وعند التحاقه بالدار البيضاء، عيّن بمجلسها العلمي، وكلف بالتدريس بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء وبالمجلس العلمي بها، ثم أستاذ كرسي السيرة النبوية والخلافة الراشدية منذ سنة 1994م، وبعد وفاة المرحوم الرئيس سيدي عبد الله الصوصي العلوي عين رئيسا للمجلس العلمي، ثم عضوا بالمجلس العلمي الأعلى بالرباط.
مساره العلمي والدعوي والتربوي
أسندت لمترجمنا مهام علمية وتربوية ودعوية تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ تخرجه من دار الحديث الحسنية في الثمانينيات منها: خطبة الجمعة بمراكش، والتدريس بالكراسي العلمية بمساجدها، وكذلك الشأن عند التحاقه بالدار البيضاء منذ سنة 1994م، بالإضافة إلى التدريس بالمدرسة القرآنية التابعة لمسجد الحسن الثاني وبالكراسي العلمية، وبلجنة الإفتاء، وبالعمل وفق مقتضيات الرحلات العلمية إلى أوربا وإفريقيا والديار المقدسة لتأطير الحجاج.
وتتكون تشكيلة الهيئة العلمية التي عملت تحت رئاسته من الأساتذة التالية أسماؤهم:
ـ ذ. عبد الله الشرقاوي عضوا
ـ ذ. الحسن أيت بلعيد عضوا
ـ ذ. خالد أحموش عضوا
ـ ذ. المهدي السيني رئيسا
ـ ذ. مولاي امبارك العلمي عضوا
ـ ذ. محمد الخرشافي عضوا
ـ ذ. الحسين مفراح عضوا
مناقبه وخصاله
يعرف عن مترجمنا رحمه الله: الإيثار والتواضع وعدم حب الظهور، بحيث كان يفضل ركوب الحافلة بدل سيارة رئاسة المجلس، كما كان محبا للعلم والعلماء خادما لهم، وقد جهز خزانة المجلس عندما كان رئيسا له بمكيفات مضادة للرطوبة مساهمة منه في حفظ ذخائرها ونفائسها.
وبعد عمر حافل بالعطاء العلمي والتربوي والدعوي، توفي رحمه الله يوم 24 يوليوز سنة 2016م بالدار البيضاء.