توطئة

اعتنى المغاربة بأدب الرحلة تأليفاً وترجمةً وتطبيقا، وذلك بظُهور أعلام مُبرَّزين في ميدان الرحلة قاموا بها إما شمالا صوب الأندلس، أو جنوباً صوب تخوم الصحراء وبلاد السودان، أو إلى الحجاز، أو الشام أو هما معاً، أو إلى الديار المصرية[1]، أو حتى تلك التي جابَت المعمور طولاً وعرضا[2]. ومن أشهر الرحلات المغربية التي ما يزال تراثنا العريق يفخَر بها ويُحقِّق بعضها ويُولي عناية بالأخرى نَشْراً وترجمةً وجوائزَ؛ رحلة ابن بطوطة وابن جُبير الكناني (تــ 614هـ)[3] وابن رُشيد السبتي والشريف الإدريسي[4] وابن عثمان المكناسي وابن مليح[5] وابن علي الزّبادي ومحمد الغسّاني وعبد الرحمن الغنامي وأبي يعقوب البادسي وأبي القاسم العبدوسي (تــ 1433م) وغيرهم من الرحالة المغاربة “الذين دَأبوا على تدوين رحلاتهم ومشاهَداتهم، فصارت رحلاتهم _ بِحَقٍّ _ سِجِلّا تاريخيا حافلاً بالمعطيات والإشارات المتنوِّعة التي تُعطينا صورةً دقيقةً عن المجتمع الإسلامي عبر التاريخ”.[6]

وقد توارَث العلماء والفقهاء وطلبة العلم بالمغرب الأقصى ثقافة السياحة أو الرحلة في طلب العلم، أو التدريس، أو الحج، أو الجهاد قرْناً على صَدْرِ قَرنٍ، ونبغ منهم أفرادٌ خلَّدوا مساراتهم الرحلية في “نصوص” أضحت تشكل اليوم “وثائق” تاريخية و”سِجلات” تؤرِّخ للأبعاد الثقافية والاقتصادية والعمرانية والسياسية والدينية للأمصار التي اجتازتها أو استقرَّت فيها تلكم الرحلات.

وظهرت لنا نصوص قيِّمة إما بخط يد مؤلِّفيها، فتَكونُ توثيقاً عن تجربة ومُعايشة، أو تأليفاً من قِبل كُتّاب متخصصين يُمْلي عليهم صاحب الرحلة أطوار ومسارات رحلته، فنجدُ ثَـمّ الرحلة الـحَجية[7] والرحلة المَقدسية والرحلة السِّفارية/الدبلوماسية[8] والرحلة الأميرية[9] أو الـمُلوكية.

العلّامة أبو سالم.. مسارات من حياة طالبٍ ورحّالةٍ وعالِم

في قبيلة آيت عياش بأحواز سجلماسة العريقة، التي هاجَر جدُّها الأعلى عبد الله بن عبد الرحمن الفكيكي أواخِر عصْر الدولة المرينية من منطقة فكيك واستَقَرَّ في جبل العياشي بين ميدلت وقصْر السّوق، وهناك تكاثرت ذريته، وانتشرت، ولِدَ منهم العلّامة عبد الله العياشي يوم 4 ماي 1628م، في سياق أحداث سياسية واجتماعية خطِرة، تميَّزت باندلاع الصِّراعات بين أبناء السلطان أحمد المنصور الذهبي الـمتوفّى سنة 1603م، والتي أنذرت بتذبذب وقُرب زوال السعديين.

كان أوّل عهده بالتّمدرس؛ في زاوية والِده الشيخ محمد بن أبي بكر العياشي بالأطلس الكبير الشّرقي _الواقعة حاليا على بُعد 60 كلمتراً جنوبَ مدينة مِـيدلت_، التي لعبت دورا كبيراً في حِفْظ مقوّمات الشخصية المغربية والهوية الدينية والتأطير الصوفي والاجتماعي. فَحفِظ على يَدَيْه القرآن الكريم، وتَعلَّمَ اللغة العربية والكتابة والارتِباط بالأوراد والأذكار والدِّين، ثمَّ انتقل في مرحله شبابه إلى درعة فأَخَذ العلم عن فقيهِها وشيخ الزاوية الناصرية محمد بن ناصر الدّرعي، ثم غادَر إلى فاس، فكان له شَرف الأخْذ مباشَرة عن العالِم أحمد ميّارة تلميذ العلّامة الأكبَر عبد الواحد بن عاشر وناشِر مَـتْـنِه الأشْهَر “الـمُرِشِد الـمُعين على الضَّروري من علوم الدّين“. ثمَّ تتلمذَ على يَد الفقيه الجليل عبد القادر الفاسي الذي قالَ عنه أبو سالم العياشي حينَ أجازَه بأنه “كَعْـبة الآمال ومَحَطّ صالح الأعمال، بقية السلف الصالح، طبيبٌ يُدير كيف شاء الكلام، وتحسم يَدُه أصْل الإيلام، شيخ الإسلام وخاتمة الـمحقِّقين (..) أبو محمد عبد القادر”.

ولَــمّا كان عبد الله العياشي سليل بِــيــئَة أَحَبَّت الأولياء وتعلَّقت بكراماتهم، وارتبَطت بالزوايا والطُّرق الصوفية السُّنية، نَشأ مُقدِّراً للعلم والعلماء، ومُحبِّاً للمتصوِّفة والصُّلحاء، ومفتخِراً بأشْعرِيته ومالِكيته وبلاده المغرب، ونَـزّاعاً إلى معرفة الآفاق والالتقاء بخيرة الرِّجال؛ تَاقَت نفسه لمزيدٍ من العلم، فــانطلَق متّكئاً على تقليد مغربي راسخ في اختراق الآفاق وشدّ الرحال، ومتطلِّعاً لأداء منسكٍ عظيمٍ قلَّما يُدرِكه العامة، حَجُّ بيت الله الحرام، وساعِياً لرَبط التواصل الحضاري والديني والعلمي بين الغرب الإسلامي والمشرق العربي، ومتحفّزاً لعودةٍ إلى البلادِ يُحتَفى به فيها؛ عَلَماً ورحّالةً خبيراً ورجلَ انفتاحٍ وتواصل محظوظ، وللتبرُّك به والنّهْل من غزيرِ معطياته عن العالَـم الآخَر؛ (انطلق) في رحلة طويلة آسِرة خلَّدها في كتابٍ ضخمٍ من جزأين.

“ماء الموائد”.. نصٌّ رحلي غزيرُ الفوائد

انطلَقت رحلة أبي سالمٍ العياشي يوم الخميس فاتح ربيع الأول 1072هـ، الموافِق لسنة 1661 ميلادية، وكان مسارُها طويلاً وحافلاً بالأحداث، غَطَّى رُقعة جُغرافيةً ابتدأت بـ”سجلماسة” المغربية، وصولاً إلى “القُدس” الفلسطينية، ومرَّت بمدُن القَرن الحادي عشر الهجري (تْوات، أوكرت، وارْكْلَة، نـفْزاوة، طرابلس، أنْـبابة، القاهرة، السّويس، أرْض التِّــيه، مغائر شعيب، العقبة السوداء[10]، الينبع، جبل الرمل، رابغ، عقبة السكر، مَرّ الظهران، التَّــنعيم، مكة المكرَّمة، المدينة المنوَّرَة، غَـزّة، الرَّمْلة، القدس، الخليل، دمياط، الإسكندرية، طرابلس، تُوزَر، بَسْكَرة)، عودَةً إلى “سجلماسة” سنة 1663م، رحلة أراد منها صاحِبها _كما كَتَب إثْر عودته للمغرب_ أنْ تَكون “ديوانَ عِلمٍ لا كتابَ سَمرٍ وفُكاهة”.

جاءت رحلة العلّامة العياشي في ظرفية متميزة من القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي، حَـبْلى بالمتغيِّـرات السياسية والحضور اللافت للأطياف الدينية والثقافية، وموسومة بالحضور العثماني القوِي من الجزائر إلى فلسطين، ومطبوعة بِنَشاطٍ علمي متميِّزِ رَصَده الرجل في مصر وتونس والـحِجاز. ولم يكن قَطُّ مُصوِّراً وناقلاً ومؤرِّخاً فحسب؛ بَل _ووفاءً لوظيفته كفقيه وعالِمٍ_ مارَس النّقد والرَدَّ على الأباطيل والبِدع والانحرافات السلوكية والثقافية والدِّينية التي صادَفها في طريقه. وفي كلِّ بلدٍ حَلّ به، خلَّدَ لنا مشاهِدَ عنه، عمراناً وبَشراً وفِكراً وتصوُّفاً وعِلْماً ومعاملات وغيرها.

ومما مَيَّـز رحلة أبي سالمٍ انكبابه الجادّ على أخْذِ العلم ولقاء العلماء، وحضور مجالس السّمر الفكري، وتَعَقُّبِ كل شاردة وواردة مِن نوازِل أهل كل بلد، ومعرفة الفوارق بين المذاهب إزاءَها، وأقوال العلماء فيها. فحين حَلَّ بالقاهرة؛ أبى إلّا أنْ يَكترِيَ “خاناً” _يُعرف في المغرب الأقصى بــ”الفْــنْدَق”_ بجوارِ جامع الأزهر الشّريف، ولَـمّا عَسُرَ عليه ذلك؛ اكْـتَـرى بـمقْرُبةٍ من مسجد الصحابي الـحسين بن علي رضي الله عنه، ليتمكّن مِن لُقيا علماء الأزهرِ ومُحدِّثيه وقُرّاءه الكبار، فَأرَّخ لنا في غَدْوِه ورَواحه بين “الخان” و”الأزهر” مشاهد الحياة اليومية للمصريين، وواقع الحيوية العلمية بالأزهر الشريف، شامة الجامعات العلمية في العصر العثماني.

وفي المدينة المنوَّرة التي أَخَذَت بلُبِّ صاحِب الرحلة، استقرَّ مدة ناهزت ستة أشهر، عابداً زاهدا، وباحثا عن العلماء والمشايخ، فأجازَ واسْتَجاز، واستفاد منهم وأفاد، وتَفرّغ قليلاً لتدوين الشارد من المعلومات والوارِد عليه من الخواطِر وما تقع عليه بصره من الظّواهر.

فَـلازَم شيوخ المدينة المنوّرة ورِحابها المطهَّرة، مُفيداً ومُستفيداً، ومُلاحِظاً وموثِّقاً، ومُترْجماً للأعلام والسّادات من الفقهاء والعلماء، المغمورين منهم والمشهورين، ودَرَّس في رحابِ المدينة “مختصر خليل في فقه مالكِ”، بِطلبٍ مِمّن أسماهُم “أصحابَنا المالكية”. وتَـتَـلْمَذَ على يَد الشَّيخ محمد بن عبد الرّحمن الدَّيْبَع اليَمني أستاذ المقرئين وإمام الـمحدِّثين، والشيخ إبراهيم الميموني الذي وَصَفَه العياشي بــ”شيخنا الـهمام، عَلَم الأعلام، شيخ مشايخ الإسلام”، كما التَقى بالمفتِي والمربِّي زين العابدين الطَّبَري.

ولما انتقَل إلى أرض فلسطين، حاطّاً الرحال بمدينة القُدس، دارت بينه وبين عبد العزيز النفّاتي قاضي القدس الشريف حوارات علمية وشرعية، وتزوّدا من بعضهما الوفيرَ من المعارِف.

“الرحلة العياشية”؛ وثيقة رَصدية ومادة موسوعية

اعْتَـرف بعض الدّارسين والمحقِّقين لرحلة العياشي الكُبرى؛ أنّ الرجل لم يُبْقِ ممّن انتَسَب وعاش في القرن الحادي عشر الهجري مِن فقيه وعالم، أو متصوِّف وعارف، أو أديب وشاعر، سواء بالغرب الإسلامي أو بمصر والحجاز، أو بالقُدس وما والاها من الـمُدن والأمصار؛ إلّا وحرِصَ على الالتِقاء به ومقابلته والأخذ عنه والتعريف به، أو اكتفى بالإشارة إليه حين حالَتْ عوارِض زَمانية أو مكانية دونَ لقائه، بل إنه ألَّف كتابَين في تراجم خيرة مَن الْتَقَى مِن العلماء والفقهاء ونخبة الحواضر العربية آنذاك، عَنْوَنَ أحدَهما بـاقتفاء الأثَر بَعد ذهاب أهل الأثَر”[11]، وعَنونَ ثانيهما بــ”إتحاف الأخِلّاء بإجازات الـمَشايِخ الأجِلّاء”، فانْفَـرَدَ فيهما بالتّرجمة لبعض الأعلام الذين تخلو الكتابات السّابقة والرحلات اللاّحقة عن التأريخ والتّـرجمة لهم، “تبرّكا بذِكْرهم، وإيضاحاً لجليل قَدْرِهم، واستِجْلاباً للدعاء لهم”[12].

في هذه الرحلة السِّفارية (Embassy travel) ونصِّها البديع الواقع في نسخته الجديدة في جزأين؛ يَتبيّن لنا أنّ العياشي لم يَكن مجرَّد سائِحٍ في بلاد العَرب، ولا مجرَّد مُتَلقٍّ مندهِشٍ مِن جديد ما رأى؛ بَل كان صاحِبَ عِلْمٍ سابِقٍ حَصَّله في بلده المغرب، وصاحِبَ رأيٍ وفِكرٍ، يُـحَاوِر ويَرُدّ على الأفكار والانحرافات التي كانت تَصْدُرُ مِن سلوك الناس وعقلية أتباع بعض الطّوائف، ويُناقِش بعقلية الفقيه الـمالكي أصول الشَّريعة وفروعها مع أهل العِلم الذين صادَفهم في مسار رِحلتِه التي غَطَّت كُلّاً مِن المغرب الأوسط والأدنى وليبيا ومصر وبلاد الحجاز وأرض فلسطين[13]، ويَــنْـقُل بدِقّة وموضوعية أغربَ ما شاهَدَه وعايَشَه مِن معاملات الناس وتصرُّفات أهل البَدْو في الحجاز خاصّة.

كَما تَعَرَّضَ بالــنَّقد لآفَة الرّشوة التي كانت قَد دَبَّت في أوصال المناصب الهامّة في مصر والشام وعلى رأسها القَضاء والحِسبة وإمامة المساجد وكتابَة العقود، وحتى في المجال الشَّرعي، الفتوى والتَّـنَافُس على الآذان في الجوامع، وانتقَدَ التَّبذير وتكلُّف النِّسوة في الحجاز وما يُلْحِقنه مِن ضَرر بالأزواج والأموال في سبيل عادات متكلِّفة ما أنْزل الله بها مِن سُلطان.

لقد سَاهم أبو سالم العياشي في رَوَاج الأفكار بين المشرق والمغرب، وانتقال العادات والمعاملات بين المناطق، ولا أدلَّ مِن قيمة النص الرّحلي الذي كتبه الرجل بَعد رحلته حيث اتَّـخَذ له عنوان “ماء الموائد”، ليُدلِّل على ما جمعَه في دفَّاته مِن فوائد.

ومن جُملةِ فوائدِ رحلةِ “ماء الموائد، أو الرحلة العياشية 1661م-1663م”؛ تَعْرِيفُ القرّاء على تَوالِي أجيالِهم بجغرافيا الأرض والفِكر والثّـقافة في البلدان العربية والمشرق، وتقديم صورةٍ عن شخصية مغربية عالِمة واسِعة الاطّلاع عميقة التأمّل دقيقة الرّصد، رَسَمَتْ بِـعَـيْــنٍ أنثروبولوجية أحوالَ النَّاس وعوائدَهم في الكَسب والمعاش، وخَوْضَ العلماء في أهمّ القضايا الفقهية والاجتماعية، وانتعاش الحركة الصّوفية والمذاهب من بُقعةٍ لأخرى خلال ثلاث سنواتٍ من منتصف القرن السابع عشر.

إنّـها بِـحَقٍّ؛ أكثر مِن مجرّد رحلة؛ إنها ديوان عِبَر، ومدوّنة اجتماعية وثقافية ودينية، وموسوعة غاية في الإفادة والإجادة، مَكّنت الرحَّالة الـجَوَّال عبد الله العياشي مِن اكتساب معرفةٍ جديدةٍ ونُـبوغٍ في حقولٍ علمية وشرعية شتّى، فصارَ حينَ حلَّ ببلدته وآلَ إليه أمْـر الإشراف على زاوية والِده؛ مَقْصِداً للزائرين، وموئِلاً لطلبة العلم الـمُقِيمِين والوافِدين، وقِبْلةً للفقهاء والعلماء يتدارسون معه في نوازل وشؤون الشريعة والحياة. وجَمعَ في خزانة الزّاوية العيّاشية مُعظَم ما اقْـــتَــنَاه واسْتَنْسَخَه في رِحلته الطّويلة، ونَفيس ما جَـمَعَه في فاس ودرعة أيّام تحصيله العلوم؛ فَصارت الزّاوية بوجودِ العلّامة العياشي بِـها وتدريسه فيها وما احتوته مِن ذخائر علمية ومخطوطات؛ شُعْلةً مُضيئة في جبال الأطلس، ومدْرسة للتّخريج والتّنخيب، ومَعْـلَماً بارزاً من معالِم النَّبوغ المغربي.

الإسهام العلمي للرحّالة العياشي

لم يَكن العياشي مُجَرَّدَ جامِع كُتبٍ وكنانيش ومخطوطات، ولا جائلاً في البلدان والقارات؛ بل كانَ مُؤلِّفاً وعالِماً مُشارِكاً في التأليف والمحاضرات، ومِن مُصنَّفاته التي حَقَّقها المحقِّقون؛ كتاب: “اقتفاء الأثَر بعدَ ذَهابِ أهْلِ الأثَر”، وكتاب “إتحاف الأخِلّاء بإجازات المشايِخ الأجِلّاء”[14] المذكورانِ أعلاه. فَضْلاً عمّا وقف عنده المحقِّقون للتُّراث الأدبي والفكري للشيخ عبد الله العياشي مِن مخطوطاته القيمة التي ما زالت لم تُحقَّق بعد، وأهمّها: “إرشاد الـمُنتَسِب إلى فهْم مَعونة الـمكتَسِب”، و”التَّـعريف والإيجاز ببعض ما تَدعو الضّرورة إليه في طَريق الـحِجاز”، و”تنـبيه ذَوي الهمم العالية على الزُّهد في الدّنيا الفانية”، و”مَعارِج الوصول، الذي خَصَّصَه لحالة التَّصَوُّف بالمغرب الأقصى.

ومَراجع أخرى مّما أورَده التَّراجمة المغاربة والعرب الذين عَرَّفوا بشخصية العلّامة العياشي وبإنتاجه المتعدِّد، ومنهم الأستاذ محمد حجي في كتابه “الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السّعديين”[15]، والباحث محمد الأخضر في كتابه الصّادر سنة 1977 “الحركة الأدبية بالمغرب في عهد الدولة العلوية”[16]، والعَلّامة محمد بن تاويت في مَرجِع النفيس “الوافي بالأدب العربي في المغرب الأقصى[17].

وفاته

وبَعد رِحلة حياةٍ وبَحثٍ وعِلْم وتَعارُفٍ بَين الشّعوب والثقافات والعلماء؛ غادرَ العالِم الفذّ عبد الله العياشي عالَمنا إلى الدّار الآخِرة، متأثِّـراً بوباء الطاعون الذي تفشَّى في المغرب، فأسلم الروح لباريها سَنة 1679م، رحمه الله.

المراجع
[1] انظر: (الكتاني) محمد بن جعفر الحسني: "الرحلة السامية إلى الإسكندرية ومصر والحجاز والبلاد الشامية"، تخريج الدكتور محمد حمزة بن علي الكتاني، تقديم الدكتور محمد بن عزوز، دار ابن حزم للنشر والتوزيع، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1426هـ.
[2] انظر: (الزياني) أبو القاسم: "التُّـرجُمانة الـكُبرى في أخبار المعمور برا وبحر"، تحقيق وتعليق عبد الكريم الفيلالي، دار نشر المعرفة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1991.
[3] (ابن جبير) محمد بن أحمد الكناني الأندلسي: "تَذكرة بالأخبار عن اتّفاقات الأسفار"، نسخة بالمكتبة الملكية بالرباط، عدد 5855
[4] انظر: (الإدريسي): محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحمّودي الحسني الشريف: "نُزهة الـمُشتاق في اختراق الآفاق"، الجزء الأول والثاني، منشورات مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، مصر، طبعة 2002.
[5] انظر: (ابن مليح) محمد بن أحمد السرّاج: "أنْسُ الساري والسّارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب وسيِّد الأعاجم والأعارب"، منشورات وزارة الدولة المكلَّفة بالشؤون الثقافية والتعليم الأصلي، سلسلة الرحلات، رقم 5، تحقيق وتقديم الدكتور محمد الفاسي، الطبعة الأولى، 1968.
[6] (بوغوتة) عبد الله: مقال "الرحلة الحجية المغربية في العصر المريني"، مركز الأمانة للأبحاث والدراسات العلمية، بدون تاريخ، https://alamanaweb.ma/.
[7] انظر: (الفاسي) عبد المجيد بن علي الزَّبادي المنالي: "بلوغ المرام بالرحلة إلى بيت الله الـحرام"، المكتبة الملكية بالرباط، رقم 1808، في 148 ورقة.
[8] انظر: (الغساني) محمد بن عبد الوهاب: "رحلة الوزير في افتكاك الأسير 1690 – 1691"، تقديم نوري الجرّاح، الطبعة الأولى 2002، دار السويدي للنشر والتوزيع، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
[9] انظر: (التازي) عبد الهادي: "أمير مغربي في ليبيا 1731، ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقي"، تحقيق الدكتور عبد الهادي التازي، طبعة بدون تاريخ.
[10] (العياشي) عبد الله: "ماء الموائد أو الرحلة العياشية 1661 – 1663"، تحقيق وتقديم سعيد الفاضلي وسليمان القرشي، الطبعة الأولى، 2006، دار السويدي للنشر والتوزيع، الإمارات العربية المتحدة، جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي 2005، ص: 271.
[11] انظر: (العياشي) أبو سالم: "اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثَر، فهرسة أبي سالم العياشي"، تحقيق ودراسة الدكتورة نفيسة الذهبي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس – الرباط، الطبعة الأولى 1996.
[12] "الرحلة العياشية.."، ج 2، مرجع سابق، ص: 289
[13] "الرحلة العياشية.."، مرجع سابق، ص: 40
[14] (العياشي) أبو سالم: "إتحاف الأخلّاء بإجازات المشايخ الأجِلّاء"، تحقيق محمد الزاهي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1999.
[15] (حجي) محمد: "الحركة الفكرية بالمغرب على عهد السعديين"، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، سلسلة التاريخ، رقم 2، جزأين، مطبعة فْضالة، طبعة 1978.
[16] (الأخضر) محمد: "الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية 1664-1894"، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1977، ص: 89
[17] (ابن تاويت) محمد: "الوافي بالأدب العربي في المغرب الأقصى"، نشر وتوزيع دار الثقافة الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1982.