توطئة

يَسَّرَ الله كتابة هذا المقال حول ترجمة العلامة أبي عبد الله الكيكي من أعلام المغرب الأقصى الذين لم ينالوا حقهم، مع ما بلغوه من درجة عالية في العلم والدعوة والتأليف، والمواقف التي أُثِرَتْ عنه من نصرة الدين الصحيح، والوقوف في وجه الفساد الذي كان مستشريا في زمانه، بين بعض الفقهاء والقضاة الذين استغلوا مناصبهم لأكل أموال الضعفاء، وخاصة النساء في زمن السائبة.

النسب والنشأة

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد[1] بن عبد الله بن الحسين[2] بن عبد الرحمان السكتاني[3] الكيكي (أُكيك)[4] المراكشي[5] نزيل دمنات[6].

ولد العلامة الكيكي- في تقديرنا بحسب تتبع المعطيات التاريخية- بمنطقة “كِيك” بكسر أوَّله وسكون آخره. ومنطقة “كيك”[7]  اسم قديم ذكرهُ البَيْذَق أبو بكر الصنهاجي صاحب أخبار الموحِّدين، ويطلق على هضبة خصيبة مستوية عالية تقع جنوب مراكش، وتبعد عنها بحوالي خمسين كلمترا[8]، وتدخل هذه المنطقة ضمن قبيلة سكتانة، ومنه جاءه نسب السكتاني، وسكتانة: قبيلة من شعب مصمودة من “البربر” البرانس، وهي مقسمة إلى قسمين، قسمٌ يسكن جنوبي مراكش مباشرة شرقي وادي نفيس، وبطونه: أنامر، وشهيده، وكيك، وَمْناسَة (أُومْناسْ)، كما أكَّد ذلك  العلامة عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة سابقا أثناء تحقيقه لكتاب “المقتبس في معرفة الأصحاب” لأبي بكر الصنهاجي المشهور بالبيذق.

وهذا مما يُرجِّحُ ويؤكد أن يكون العلامة الكيكي ولد بهذه المنطقة (منطقة كيك) ونشأ فيها، وتعلم ما يتعلمه طلبة العلم، من حفظٍ للقرآن الكريم، وبعض المتون الخاصة باللغة العربية والتجويد والفقه، خاصة إذا علمنا أنه كانت بمنطقة سكتانة آنذاك زاوية علمية مشهورة في زمانه تنسب إلى يعقوب والد الشيخ سيدي عبد الله بن يعقوب من أهل القرن الحادي عشر، الذي تخرَّج من أحفاده علماءُ زهاءَ سبعين عالِماً من سَملالة، ومن أدوز ببَعْقِيلة، والعوَينة ومَاسَّة، ولا يزال منهم عدَّةُ علماء مُدرِّسين كبار، وفي أيديهم مدارسُ عِدَّة، ويُحافظون على خزائن علمية طافحة بنوادر الكتب في أدوز وآيت برَايِم وماسَّة. وكان الشيخ سيدي يعقوب من أول أواخر القرن العاشر وأوائل ما بعده، له مقامٌ كبير في الروحانيات، حتى وصل الْخَبر إلى السلطان مولاي إسْماعيل الذي جاء بعده بنحو قرن فبنى عليه مسْجدا ومدرسة، ثُم قامت أسرة آل علي بن سعيد بعمارتِها بالتدريس قياما عجيبا مُنذ أولِهم علي بن سعيد المتوفى عام (1239هـ) إلى الآن، ولا يزالون فيها، ومن بين رجالاتِهم علماء أفذاذ. [9]

ولا شك أن هذا الوسط العلمي الروحاني الذي كانت تعرفه منطقة سكتانة آنذاك استفاد منه العلامة الكيكي قبل أن ينتقل إلى مراكش عاصمة العلم آنذاك، حيث كان هذا دَيْدَنَ أقرانه ومعاصريه السكتانيين نذكر منهم على سبيل التمثيل: عبد الله الواوكدمتي السكتاني نزيل مراكش المتوفى سنة (1140ه)[10]، وأحمد بن إبراهيم السكتاني المتوفى سنة 1116هـ، وإبراهيم السكتاني نزيل تارودانت المتوفى سنة 1165هـ، ومحمد بن الحسن السكتاني خريج زاوية تمكروت المتوفى سنة 1190ه  وغيرهم.

رحلته في طلب العلم والتدريس

ولما بلغ العلامة الكيكي أشُدَّه واستوى، آثر الانتقال من سكتانة إلى مراكش، ثم منها إلى أحواز دمنات  لأسباب أمنية وشخصية، غير بعيد ليستقر المقام به بمنطقة دمنات، وبالضبط بجبل  كْرْولْ بتسكين جميع حروفه من قبيلة إينولتان على سفح جبال الأطلس الكبير، قريبا من دمنات التي تبعد عن مراكش بحوالي 120 كلمترا إلى الشرق منها، كما ذكر الأستاذ الباحث أحمد التوفيق[11]. ومما يدل على استقراره بهذه المنطقة  وعكوفه فيها على دراسة  العلم وتدريسه، واشتغاله بالفتوى بعد رجوعه من مراكش حيث كان يطلب العلم، وكذلك بعد إنهائه الرحلة التي قام بها لزيارة زاوية تمكروت، حيث لقي فيها مجموعة من الشيوخ وأخذ العلم عنهم كالإمام أبي العباس أحمد بن ناصر الدرعي الملقب بالخليفة (ت 1129هـ)، وكذا العلامة والإمام مَحمد بن محمد بن الحسين الورزازي الدرعي صاحب الأجوبة[12] وغيرهم. ومما يؤكد هذا الاستقرار بأحواز دمنات ما قاله صاحب “الدُّرَّة الجليلة في مناقب الخليفة”: “وقد أخبرني سيدي علي بن محمد بن ناصر يوما أنه تأمل في جميع طلبة هذه البلاد الدمناتية وأحوازها في هذه الجبال، فلم ير مَنْ هُوَ مُتَحَقِّقٌ في العلوم كسيدي محمد بن عبد الله الكيكي”[13] كما  أكَّد ذلك أيضا صاحب  “فهرس الفهارس”، عندما  ذكر أبا الحسن علي بن سليمان الدمناتي[14] وقال: “ولهم دمناتيٌ آخر من العلماء اسمه محمد بن عبد الله الكيكي”[15] فذكر رحمه الله نزوله واستقراره بمنطقة دمنات. وهذا ما أيده أيضا البحاثة محمد المنوني -رحمه الله- حينما عدَّه من المؤلفين في كتابه “المصادر العربية لتاريخ المغرب”، قال: “محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان الكيكي السكتاني نزيل دمنات، المتوفى سنة 1185هـ/1771م”[16]. ولم نجد فيمن ترجم له من قال بخلاف ذلك، ومن نسبه إلى مراكش، إنما كان القصد منه أنه حلَّ بمدينة مراكش باعتبارها آنذاك منارة وقبلة للعلماء قي ذلك العصر، كما أكد ذلك صاحب “الإعلام..”.

شيوخه وأساتذته

لا شك أن العلامة الكيكي بهذا القدر، وهذه المكانة العلمية التي حلاَّهُ بها ثلَّةٌ من مترجميه، تتلمذَ على مجموعة من الشيوخ الذين كانوا في زمانه، فقد كان عصره من أزهى العصور من الناحية العلمية كما سبقت الإشارة إلى ذلك، حيث عاصر الخليفة العلوي سيدي محمد بن عبد الله الملقب بالسلطان العالم (ت 1204هـ)، ومن بين الشيوخ الذين أخذ عنهم وصرح بذلك عصريُّه ومترجِمُه العلامة الخليفتي البوشعيبي في كتابه “الدرة الجليلة في مناقب الخليفة”، قال: “ومنهم سيدي محمد بن عبد الله الكيكي الفقيه العلامة الدراك الفهامة أحد تلاميذ الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد  بن ناصر”[17]، وقد أكد ذلك العلامة الكيكي نفسه حينما ذكره في مقدمة مخطوط “عنوان الشرعة..” بقوله: “وذلك أنا لما رحلنا لزيارة أشياخنا وساداتنا بني ناصر” وصرح به في المخطوط بقوله: “قال شيخنا أبو العباس، ومن شيوخه أيضا محمد بن محمد ين الحسين الورزازي الدرعي من علماء درعة، صاحب الأجوبة وهذا لا يحتاج إلى دليل”.

ومن بين الشيوخ الذين أخذ عنهم أثناء التحصيل وضَمَّنَ ذلك كتابه، نذكرهم كالآتي:

  • الشيخ أبو عبد الله محمَّد بن عبد القادر الفاسي (ت1116ه) ـ[18]
  • الشيخ أبو العباس محمد بن ناصر الدرعي الملقب بالخليفة (ت1129هـ).
  • الشيخ عبد الله الواوكدمتي السكتاني نزيل مراكش (ت1140 ه).
  • الفقيه أحمد بن محمد الماسي فقيه من بني عبد الله (ت1150هـ) [19]
  • الفقيه أحمد بن سليمان التغاتيني الرسموكي المراكشي (ت1133هـ).[20]
  • الفقيه أحمد بن علي المنبهي القاضي من أئمة مراكش في ق 12هـ (ت 1133هـ)[21]
  • الفقيه أبو علي الحسن بن رحال المعداني (ت 1140هـ).[22]

ثناء العلماء عليه

قال عصريُّه صاحب “الدُرَّة الجليلة في مناقب الخليفة”: “ومنهم سيدي محمد بن عبد الله الكيكي الفقيه العلامة الدراك الفهامة أحد تلاميذ الشيخ أبي العباس بن ناصر، كان فقيها عالما متعلما عاملا بعلمه ملازما لتدريس العلوم وبثها لمن أرادها عنده، وقد أخبرني العلامة سيدي علي بن محمد بن ناصر يوما، أنه تأمل في جميع طلبة هذه البلاد الدمناتية وأحوازها في هذه الجبال فلم ير من هو متحقق في العلوم كسيدي محمد بن عبد الله الكيكي”[23].

وقال صاحب فهرس الفهارس بعدما ذكر العالم أبا الحسن بن محمد بن سليمان الدمناتي، قال: “ولهم دمناتي آخر من العلماء اسمه محمد بن عبد الله الكيكي له تأليف في حكم حوز القبائل، وحاشية على نوازل العباسي لا استحضر له الآن ترجمة ولا اتصالا”.[24]

وقال العباس بن ابراهيم السملالي في كتابه “الإعلام”: “محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان أُكيك الكيكي، العالم القدوة العلامة، انتهت إليه رئاسة الفتوى بالبلاد الدمناتية توفي في ليلة الثلاثاء من رجب عام (1185ه)” ـ

ورثاه بعضُهم بقوله:

خَلـــــيليْ تنبهْ فالمنايا سهامُها *** تطيشُ فتُخطي تارةً وتصيبُ

وللدَّهــــرِ في كلٍّ يومٍ عجائبٌ *** لها نفذٌ منها الشبابُ يشـــيبُ

مَضَى طاهرَ الأثوابِ أعني محمَّداً  *** إمامُ الفتاوي مَنْ عليهِ ينــوبُ

وممن أثنى عليه وحلاه “بمفتي دمنات”، العلامة عبد العزيز بن عبد الله (ت1185-1779م) في “معلمة الفقه المالكي”، قال أثناء سرده لعلماء الفتوى بالمغرب: “ومفتي دمنات محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان الكيكي (نسبة إلى جبل خارج مراكش)”.[25]

وكل هؤلاء الشيوخ أخذ عنهم العلم ونقل عنهم في كتابه هذا– موضوع التحقيق-، ولعل ما ذكرناه من شيوخه ما هو إلا غيضٌ من فيضٍ.

  وفاته

توفي رحمه الله ببيته في منطقة كرول بنواحي دمنات سنة 1185ه، وهذا هو التاريخ الذي أجمع عليه جميع أصحاب التراجم، كصاحب “الإعلام” وكل من ترجم له باستثناء صاحب “الدرة الجليلة” الذي قال: “توفي في حدود سنة 1170ه”، وهوَ وَهْمٌ منه رحمه الله كما أكد الباحث أحمد التوفيق في: “مواهب ذي الجلال”[26] ، فهو لم ينته من كتابه “مواهب ذي الجلال” إلا عام 1178هـ. وبذلك ترجح تاريخ وفاته في 1185هـ.

آثاره العلمية

للفقيه العلامة محمد بن عبد الله الكيكي ثلاثة كتب في النوازل، وكتاب في الفرائض ومنظومة في السيرة النبوية مع شرحها، وهذه المؤلفات كالتالي:

  1. «مواهب ذي الجلال في نوازل البلاد السائبة والجبال”، وهو مقسم إلى مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة وهو بتحقيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأستاذ أحمد توفيق.
  2. “عنوان الشرعة وبرهان الرفعة في تذييل أجوبة فقيه درعة” يقول الباحث الحسن يوبي:” وهو أيضا في النوازل”.[27] وقد من الله علينا بتحقيقه، نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 2021.
  3. “عبارة عن حواش لنوازل العباسي” ذكره له العلامة الكتاني في “فهرس الفهارس”، ولم نقف على مكان له ولا من ذكره غير الكتاني، ونفس الكلام أكَّده الباحث محقق نوازل العباسي- يعني عدم العثور على هذا الكتاب. ولا من أشار إليه غير الكتاني. وربما هو الكتاب الذي ذكره له العلامة الخليفتي تحت اسم:”العنوان أليس الخبر كالعيان”، وهذا الكتاب لم نعثر عليه بهذا العنوان للعلامة الكيكي.[28]
  4. “إتحاف الحذاق وقرة عين المشتاق في شرح فرائض خليل ابن إسحاق”، وهو كتاب في الفرائض سيخرج بتحقيقنا قريبا إن شاء الله.
  5. ” شرح نفحات الأزهار ولمحات الأنوار في بعض آيات النبي المختار” وهو في السيرة النبوية، وهو شرح على منظومة له في السيرة النبوية.
  6. مؤَلَّف في السيرة النبوية يتعلق بوفيات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد حلاَّه رحمه الله ب: “وسيلة العبد الفقير إلى العزيز القدير  في وفيات أزواج البشير النذير ” أو “مواهب رب العالمين في ذكر مآثر  أمهات المؤمنين” أو “التطريز والتحبير في تاريخ وفيات أزواج البشير النذير” وكلها عناوين لنفس الكتاب.

المراجع
[1] أبو العباس السملالي، الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام :6 /80.[1]
[2] الورقة الأولى من المخطوط "عنوان الشرعة وبرهان الرفعة في تدييل أجوبة فقيه درعة" للكيكي.
[3] أنظر: "المقتبس من كتاب الأنساب في معرفة الأصحاب" لأبي بكر الصنهاجي المكنى بالبيذق، تحقيق: عبد الوهاب بن منصور، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، سنة 1971، ص: 43.
[4] أبو العباس السملالي، الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، 6/80. 
[5] عبد السلام ابن سودة المُرِّي، دليل مؤرخ المغرب الأقصى، ص: 338.[5]
[6] المنوني محمد، المصادر العربية لتاريخ المغرب، ج1، رقم الترجمة 636، ص 233.[6]
[7] أنظر: "رحلة الوافد"، لعبد الله بن إبراهيم التاسافتي الزرهوني، تحقيق علي صدقي أزايكو، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة سنة 1993، ص: 47.
[8] محمد بن عبد الله الكيكي، "مواهب ذي الجلال في نوازل البلاد السائبة والجبال"، تحقيق أحمد التوفيق، ص  10.
[9] سوس العالمة ص: 162. وينظر كذلك: "خزانة المدرسة اليعقوبية بسكتانة" (سلسة التعريف بالخزانات الخاصة بالمغرب) مقال كتبه ذ. بديعي على شبكة النت يوم 9 مارس 2009. أنظر الرابط: http://bibliothmaroc.blogspot.com/2013/04/blog-post_9341.html .
[10] محمد الخليفتي البوشعيبي: "الدرة الجليلة في مناقب الخليفة"، 2/386.
[11] محمد بن عبد الله الكيكي، "مواهب ذي الجلال"، مرجع سابق، ص: 10. 
[12] أطروحة دكتوراه، حقَّقها الطالب الباحث عيد العزيز أيت المكي، بكلية الآداب بفاس.2015.
[13] محمد الخليفتي البوشعيبي، الدرة الجليلة في مناقب الخليفة، تحقيق الدكتور أحمد عمالك، 2/ 409.
[14] تنظر ترجمته: محمد حجي، موسوعة الأعلام، ج8، نشر دار الكلمة بمصر، ص 2776.
[15] عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، فهرس الفهارس: 1/404.
[16] محمد المنوني، المصادر العربية لتاريخ المغرب: 1/. 3
[17] محمد الخليفتي البوشعيبي، الدرة الجليلة في مناقب الخليفة، 2/ص: 409.
[18] محمد الصغير الإفراني، صفوة من انتشر  من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، ص: 357. و محمد بن جعفر الكتاني، سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس: 1/355.
[19] محمد المختار السوسي، رجالات العلم في سوس، ص: 65.
[20] محمد المختار السوسي،  رجالات العلم في سوس، ص:61
[21] أبو العباس السملالي، الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام: 6/91.
[22] محمد الحجوي الفاسي، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، ص :607.
[23] محمد الخليفتي البوشعيبي، الدرة الجليلة في مناقب الخليفة، ص: 2/409.
[24] عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، فهرس الفهارس 1/404.
[25] عبد العزيز بن عبد الله، معلمة الفقه المالكي، ص: 16.
[26] محمد بن عبد الله الكيكي، "مواهب ذي الجلال"، مرجع سابق، ص :10.
[27] حسن اليوبي، الفتاوى الفقهية في أهم قضايا من عهد السعديين إلى ما قبل الحماية، ص: 166.
[28] محمد بن عبد الله الكيكي، "مواهب ذي الجلال"، مرجع سابق، ص :11.