المولد والنشأة[1]

الداعية المربي الفقيه الشهم محمد بن أحمد بن الغوتي بشيري، ولد سنة 1947م بمنطقة سبت المعاريف البعيدة عن مدينة سيدي بنور حوالي 26 كيلو متر. نشأ في بيت مجد وعلم، وكانت أسرته ولا تزال معروفة بمنطقة سيدي بنور، حيث يوجد زقاق يسمى “زنقة البشيري”. والده الفقيه أحمد بن الغوتي خريج كلية ابن يوسف، اشتغل بخطة العدالة سنوات طويلة. وكذلك جده الفقيه الغوتي درس وتخرج من جامعي ابن يوسف والقرويين. واشتهر آل بشيري عند أبناء المنطقة بسيدي بنور بـ “أولاد المصرية” لأن أحد أجدادهم تزوج من الإسكندرية بمصر.

الانتقال إلى مراكش

انتقل مترجمنا إلى مراكش صحبة أخيه وعمره خمس سنوات، ثم ما لبثت العائلة أن التحقت بهما، ودرس هناك إلى أن حصل على الباكالوريا سنة 1967 ثم انتقل إلى فاس والتحق بكلية الآداب جامعة ظهر المهراز حيث حصل سنة1971 على الإجازة في اللغة العربية وآدابها، ليلتحق مباشرة بالمدرسة العليا للأساتذة التي تخرّج منها أستاذا للغة العربية، حيث عيّن بثانوية ابن ياسين بمدينة خريبكة.

ثم انتقل إلى مدينة مراكش أستاذا بثانوية الحسن الثاني، ليعود إلى الدار البيضاء أستاذاً بثانوية الخوارزمي سنة 1974، حيث كانت بدايته الحركية على هامش عمل الشبيبة الإسلامية.

وفي سنة 1980 قطع حبل الصلة بحركة الشبيبة الإسلامية بعد سماعه بالأستاذ عبد السلام ياسين ومناقشات معه دامت شهورا ليلتحق رسميا بأسرة الجماعة؛ جماعة العدل والإحسان فيما بعد.

كان رحمه الله في بداية الأمر يلقي دروسه في المناسبات والحفلات والولائم التي يستدعى لها، ثم ألقى بمسجد صغير بحي المطار بمدينة الدار البيضاء دروسا رمضانية بداية الثمانينات. ثم التحق بمسجد الإدريسية (1) الذي كان يلقي فيه درسين في الأسبوع. ثم انتقل إلى مسجد حي الفرح الذي صار قبلة لمئات من المواظبين على دروسه الأسبوعية يحجون إليه من مدن مجاورة للدار البيضاء وتتجشم التعب والنصب لتستفيد من توجيهاته ومواعظه.

تاقت نفس الأستاذ محمد بشيري لدراسة القانون، فالتحق بجامعة محمد الخامس بالرباط، فحصل منها على الإجازة ودبلوم الدراسات العليا في القانون، ثم حصل على الدكتوراه في موضوع: “المطالب النسائية الهادفة لتغيير مدونة الأحوال الشخصية”.

منهجه في الدعوة

كانت دروسه رحمه الله تقوم على فهم دقيق للنصوص الشرعية، حيث كان يأخذ بعين الاعتبار أحوال الناس وواقعهم الاجتماعي والسياسي المعيش، فينصح للحاكم والمحكوم ولا يخاف في الله لومة لائم.

تعرض للسجن بسبب كتاباته في جريدتي الصبح والخطاب مدة ثلاثة أشهر، ثم سجن سنتين بسبب انتمائه الدعوي والسياسي.

وفاته

توفي رحمه الله تعالى نتيجة سكتة قلبية وهو يمارس الرياضة يوم 22 نونبر 1999م.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص 192-194.