التأسيس والخصوصية     

تأسس المتحف في حي الوازيس (الواحة) بمدينة الدار البيضاء المغربية من طرف مؤسسة الثرات الثقافي اليهودي المغربي، استجابة لمبادرة خاصة من مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب، ومن مجموعة من المسؤولين بهذه الجماعة مثل السيد سيرج بيرديغو (الأمين العام لمجلس الجماعات اليهودية بالمغرب والسفير المتجول للملك محمد السادس)، وجاك طوليدانو (مدير المتحف)، وشمعون ليفي (المدير السابق للمتحف)، وبوريس طوليدانو (الأمين العام السابق لمجلس الجماعات اليهودية بالمغرب) سنة 1997[1]. وقد تم اختيار  فضاء كان سابقا دار للأيتام اليهود لاحتضان المتحف. وكان هذا الفضاء قد بنته سنة 1948 السيدة سيليا بنجيو Célia Bengio تكريما لذكرى زوجها مردوخ بنجيو Murdock Bengio، ويمتد على مساحة 600 م مربع، وقد أعيد تهيئته من طرف المهندس إيمي كاكون Aimé KAKON سنة 1995-1996. والمتحف مؤسسة فريدة من نوعها على المستوى الوطني والعربي والإسلامي، فهو المتحف الوحيد الذي يقدم اليهودية كمكون ثقافي أساسي في الحضارة المغربية.

معروضات اليهودية المغربية في المتحف

وهو متحف إثنوغرافي، ينقسم إلى قسمين أساسيين. قسم أول مخصص للمعارض المؤقتة، وقسم ثان للعرض الدائم، ويتكون ثلاث قاعات. وتعرض في هذا الأخير الكثير من المجموعات المتعلقة بالتراث والثقافة اليهودية المغربية، وكل ما له علاقة بالحياة اليومية لليهود المغاربة، وبالطقوس الدينية اليهودية المغربية بالتحديد، وليس ما يتعلق باليهودية العالمية. فيعرض مثلا مجموعة من اللقى والحلي اليهودية، وملابس وحلي ومجوهرات ومخطوطات، وصناعة تقليدية يهودية مغربية، ومجموعات من القفطان المغربي كلباس مشترك بين النساء المسلمات واليهوديات، والجلابة الحاخامية والمغربية، وكذا عدد من الأدوات التقليدية التي كانت تستعمل قديماً في أشغال منزلية، والمهن التقليدية المغربية التي كان يمارسها اليهود قديماً إلى جانب المسلمين، ويعرض أيضاً أنواع من المعابد اليهودية المغربية (البيعة)، حيث هناك أشكال مختلفة من “البيعات” بالمغرب؛ فهناك الشكل الأمازيغي والأوروبي، وشكل نجده في المدن العتيقة مثل الرباط ومكناس وفاس… كما يعرض المتحف مجموعة من أسفار التوراة التي كتبت في المغرب، وصور فوتوغرافية حول عدد من المواقع الأثرية اليهودية المغربية؛ كالملاحات (الأحياء اليهودية بالمغرب)، والبيعات التي تتميز بطابعها المعماري المغربي، وأيضا المقابر اليهودية التي تعد بالمئات، وهي موجودة في مختلف المناطق المغربية، بحيث يصل عددها إلى أكثر من 625 ضريح، وأضرحة الحاخامات أو الأولياء (الربيين) اليهود في المغرب[2]. وهو فضاء رحب ويستقبل هذا الفضاء الفريد كل يوم زواره ليقدم صورة عن التحام المكونين؛ الإسلامي واليهودي للحضارة المغربية.

ويفتح المتحف أبوابه من يوم الإثنين إلى الجمعة من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الخامسة بعد الزوال خلال فصل الشتاء، ومن الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة السادسة بعد الزوال وفي فصل الصيف. أما يوم الأحد فيفتح أبوابه من الساعة الحادية عشر صباحا إلى الساعة الرابعة بعد الزوال. وقد حددت تسعيرة الدخول إلى فضاء المتحف في 50 درهم. كما تكون الزيارة مجانية للتلاميذ والطلبة يوم الأربعاء.

الأدوار الثقافية للمتحف اليهودي المغربي

كما أن المتحف ينظم عددا من الأنشطة الثقافية والفنية من أجل التعريف بالثقافة والإرث اليهودي بالمغرب. وفي نفس الاتجاه تقدم هذه المؤسسة مجموعة من التقاليد والاحتفالات والعادات التي كانت مشتركة بين اليهود والمسلمين في المغرب، مثل الاحتفال بعيد “ميمونة”. وأنشطة في نهاية عيد الفصح أو نهاية “بيصاح”، يحضرها المسلمون واليهود على حد سواء. كما تنظم مجموعة من اللقاءات حول مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي تاريخ اليهود المغاربة، والتي تعرف بالثقافة اليهودية المغربية. وجلسات لمناقشة مجموعة من الكتب والإصدارات والمنشورات التي تخص الثقافة اليهودية المغربية. كما ينفتح المتحف أيضا على مجموعة من المؤسسات الثقافية الأخرى؛ كمجلس المدينة وعدد من الوزارات، من أجل تنظيم مجموعة من المعارض في مجموعة من المدارس والجامعات المغربية وفي مجموعة من المدن المغربية حول اليهودية المغربية وحول المتحف والتراث الثقافي اليهودي المغربي بصفة عامة. كما تقوم المؤسسة بتنظيم مجموعة من الأيام الثقافية حول اليهودية المغربية في عدد من الدول الأجنبية: كالولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبلجيكا، وألمانيا[3].

المراجع
[1] أنظر حوار محافظة المتحف زهور رحيحيل مع جريدة هسبريس الإلكترونية على الرباط التالي: https://www.hespress.com/interviews/389068.html.
[2] http://www.jewishmuseumcasa.com/.
[3] أنظر حوار محافظة المتحف زهور رحيحيل مع جريدة هسبريس الإلكترونية على الرباط التالي: https://www.hespress.com/interviews/389068.html.