وليد الركراكي.. “مول النية” وصانع أمجاد أسود الأطلس

ولادة ونشأة وليد الركراكي

ولد وليد الركراكي في يوم 23 شتنبر سنة 1975، في حي مونت كونساي (Montconseil) بالضاحية الجنوبية للعاصمة الفرنسية باريس، لأبوين من أصول مغربية، وكانا يعيشان وضعية مادية صعبة نوعا ما، وتنحدر أصولهما من مدينة الفنيدق الواقعة في شمال المغرب.

وفي سنة 2004 دخل وليد الركراكي القفص الذهبي، بعد أن عقد قرآنه على زوجته الفرنسية ذات الأصول الجزائرية، التي لا تحب الظهور الإعلامي، ولهما ابن وحيد حتى الآن. ويبلغ وليد الركراكي من العمر 47 سنة، كما أنه مزدوج الجنسية؛ المغربية والفرنسية.

بواكير مسيرته الكروية

بدأ وليد الركراكي مسيرته الكروية في نادي “كورباي إيسون” (Corbeil-Essonnes) بحي مونت كونساي، حيث نشأ، وحقق مع فريقه الأول نتائج مُرضية، تحت قيادة المدرب الفرنسي المغمور “رودي غارسيا” (Rudi Garcia)، مدرب الفريق الأول للنادي آنذاك، الذي كان له الفضل الكبير في اكتشاف موهبة وليد الكروية.

قدم الركراكي موسمين رائعين في فريق الحي، قبل أن يتعاقد مع نادي “راسينغ باريس”(Racing Paris) الذي ينشط في الدرجة الثالثة من الدوري الفرنسي. وبعد بلوغه سن الـ 23 انتقل إلى فريق تولوز الفرنسي (Toulouse Football Club)، ولعب معه كظهير أيمن، وهو المركز الذي يلعب فيه دائما.

وخلال مسيرته الكروية التي شهدت تعثرات كثيرة، لعب وليد الركراكي لكثير من الأندية في فرنسا وإسبانيا، وهي؛ راسينغ باريس (1999-1998) Racing Pari، تولوز (1999-2001) Toulouse Football Club، نادي أجاكسيو الفرنسي AC Ajaccio (2001-2004)، راسينغ سانتاندير الإسباني (2004-2006) Racing Santander، ديجون الفرنسي (2007-2008) Dijon FCO، غرونوبل (2008-2009) Grenoble Foot، وآخرها نادي فلوري ميروجيس (2009-2011)FC Fleury-Mérogis، الذي لعب له لثلاث مواسم.

مسيرة الركراكي مع المنتخب المغربي

على مستوى المنتخبات، لعب وليد الركراكي أكثر من 45 مباراة دولية مع المنتخب الوطني المغربي، (حسب موقع الفيفا)، أولها في شهر ديسمبر من سنة 2000 تحت قيادة الإطار الفني البرتغالي “كويلو أومبيرتو” (Humberto Coelho)، وآخرها في 20 يونيو سنة 2009 برسم إقصائيات كأس العالم 2010، ضد المنتخب الطوغولي.

كما أنه شارك في نسختين متتابعتين من كأس إفريقيا للأمم، سنة 2004 التي تأهل مع المنتخب المغربي تحت قيادة المدرب الوطني بادو الزاكي، إلى المباراة النهائية ضد منتخب تونس، البلد المنظم، بعد الفوز على المنتخب الجزائري بنتيجة اثنين لواحد، وكان الركراكي أحد أبطال تلك المباراة، وقد حصل فيها على جائزة رجل المباراة، نتيجة المجهودات الجبارة التي قام بها طيلة أطوار المباراة. بالإضافة إلى نسخة 2006 التي نظمت بدولة مصر، التي خرج فيها المغرب من دور المجموعات.

وفي سنة 2011 اعتزل وليد الركراكي كرة القدم، وهو يبلغ من العمر أزيد من 36 عاما، بعدها غير الوجهة تماما، لكن في مجال متعلق بكرة القدم، بحيث اشتغل مع مجموعة قنوات “بي إن سبورت” القطرية، في قنواتها الناطقة باللغة الفرنسية، كمحلل رياضي وتقني لمباريات الدوري الاحترافي الفرنسي، إلى غاية سنة 2013.

الركراكي في عالم التدريب

بعد التجربة الإعلامية القصيرة للركراكي في مجموعة قنوات “بي إن سبورت” القطرية، اختاره الإطار الوطني رشيد الطاوسي مدرب المنتخب المغربي آنذاك (2013) ليكون مدرب مساعد في فريقه الفني، وعمل مع أسود الأطلس، إلى أن فشل المغرب في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 المقامة بالبرازيل، وأقيل من منصبه في شهر أكتوبر سنة 2013.

تدريب الفتح الرباطي وبداية التألق

وفي شهر يونيو 2014 عين مديرا فنيا لفريق الفتح الرباطي، وفي نفس السنة فاز مع النادي العاصمي بلقب كأس العرش في أول مهمة تدريبية له، وبعدها بسنتين حصل على جائزة أفضل مدرب في المغرب، بعد أن حقق لقب الدوري الاحترافي مع نفس الفريق، إلى أن استقال من قيادة سفينة نادي الفتح الرباطي سنة 2019.

الركراكي مدربا لنادي الدحيل القطري

الركراكي الذي لم يحالفه الحظ كثيرا مع النوادي التي لعبها معها، يبدو أنه حالفه كثيرا مع الفرق التي دربها، بحيث فاز كذلك بلقب الدوري الاحترافي بدولة قطر مع نادي الدحيل القطري (نادي لخويا سابقا) سنة 2020، وقدم معه موسم كروي لم يسبق له نظير لذات الفريق.

الركراكي وحلم تدريب فريق الوداد الرياضي

وفي شهر غشت من سنة 2021 عين من طرف سعيد الناصري (رئيس الوداد)، مديرا فنيا لنادي الوداد البيضاوي، وفاز معه بلقب دوري أبطال إفريقيا، وكأس الدوري الاحترافي، كما أهّل فريق “وداد الأمة” إلى نهائيي كأس العرش والسوبر الإفريقي، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية 2022-2023 التي ستقام في المغرب شهر فبراير 2023.

الركراكي وملحمة أسود أسود الأطلس في قطر 2022

بعد موسم استثنائي مع نادي الوداد البيضاوي، عُين وليد الركراكي في 31 غشت 2022 من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مدربا للمنتخب الوطني خلفا للبوسني وحيد حاليلوزيتش، بعقد يمتد حتى سنة 2025.

وقد بصم الركراكي على مشاركة مميزة واستثنائية مع المنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022، تمكن خلالها  من الوصول إلى المربع الذهبي كأول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى دور النصف في منافسات المونديال. وتمكن من هزيمة منتخبات عريقة مثل بلجيكا، إسبانيا والبرتغال.

وخلال كل هذه المراحل في عالم التدريب يفضل وليد وليد الركراكي اللعب دائما بتشكيلة دفاعية نوعا ما، وعلى الرسم التكتيكي المشهور 4-2-3-1، وهي خطة تعتمد على التنظيم الدفاعي وإغلاق المنطقة بإحكام أمام مهاجمي فريق الخصم، والضغط على حامل الكرة، مع الاعتماد كذلك على السرعة في الخروج بالكرة من الدفاع إلى الهجوم.

الألقاب والجوائز والشواهد التي حصل عليها

على عكس أغلبية اللاعبين الذين لا يبالون بالشواهد العلمية والدراسية والمهنية، الذين يتجاهلون دراستهم بشكل كامل، إلا أن وليد الركراكي زاوج بين الأمرين، كما أنه ما فتئ يشجع عليه دائما في تصريحاته وخرجاته الإعلامية، ويمكن ترتيب شواهده كما الآتي:

• شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) شعبة العلوم.
• دبلوم الدراسات الجامعية العامة في العلوم الاقتصادية والاجتماعية.
• شهادة التدريب CAF Pro من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

كما حاز وليد الركراكي خلال مسيرته الكروية التي دامت أكثر من 13 سنة (كلاعب) على العديد من الجوائز والألقاب محليا ودوليا، والتي يمكن ترتيبها على الشكل التالي:

فقد حصل كلاعب (1998-2011) على الألقاب والجوائز الآتية:

• 2002: بطل دوري الدرجة الثانية مع نادي أجاكسيو الفرنسي.
• 2002: أفضل مدافع (أيمن) بالدرجة الثانية من الدوري الفرنسي.
• 2004: وصيف بطل إفريقيا مع منتخب المغرب.
• 2004: وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط.
• 2004: أفضل مدافع في كأس أمم إفريقيا.
• 2007: أفضل مدافع مغربي.
• 2011: أفضل لاعب بنادي فلوري ميروجيس على مر التاريخ.

أما كمدرب، فقد تحصل على عدد غير يسير من الألقاب والجوائز والتكريمات، منذ بداية مسيرته كمدرب سنة 2013 إلى حدود اليوم، وهي الآتي:

• 2014: كأس العرش مع الفتح الرباطي.
• 2014: جائزة “مارس دور” لأفضل مدرب مغربي.
• 2015: جائزة “مارس دور” لأفضل مدرب مغربي.
• 2016: الدوري المغربي مع نادي الفتح الرباطي.
• 2016: وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد.
• 2016: جائزة موقع “البطولة” لأفضل مدرب مغربي.
• 2020: لقب الدوري القطري مع الدحيل.
• 2022: لقب الدوري المغربي مع نادي الوداد البيضاوي.
• 2022: بطل إفريقيا مع نادي الوداد.
• 2022: وصيف كأس العرش مع الوداد البيضاوي.
• 2022: الرتبة الرابعة في كأس العالم المنظم بقطر.
• 2022: وسام العرش من درجة قائد.
• 2022: جائزة موقع البطولة لأفضل مدرب مغربي.
• 2022: جائزة الجامعة الملكية لأفضل مدرب مغربي.
• 2022: مرشح ضمن أربعة مدربين لجائزة الفيفا لأفضل مدرب في العالم.
• 2022: اختيار الركراكي ثالث أحسن مدرب من طرف الإتحاد الدولي للتأريخ وإحصائيات كرة القدم بعد أن قاد المنتخب الوطني المغربي لنصف نهائي كأس العالم قطر 2022.