ينتمي كتاب: “شخصيات مغربية مسارات وذكريات” -لصاحبه الدكتور سعد الدين العثماني ومن منشورات دار الكلمة للنشر والتوزيع-، إلى جنس التراجم التي تقدم ترجمات شاملة لمسارات بعض الشخصيات التي طبعت تاريخ المغرب في الفترة المعاصرة على مختلف الأصعدة، وخصوصا في الجوانب الفكرية والعلمية وكذا السياسية.

ينطلق العثماني في تأليف كتابه من اقتناعه بأهمية استحضار تاريخ الأمة المغربية، وخاصة تاريخ أعلامها الكبار، كمحفز ومرشد للأجيال الجديدة، وهي تتطلع للمستقبل والنهوض. ف”الأمم في مختلف مراحلها تحتاج إلى مثل هؤلاء ليكونوا قدوة للأجيال، ويعطوا نماذج في الجد والبذل والعطاء والتضحية والمثابرة. وفي زماننا في ظل تغير القيم وصراع الهويات من المهم جدا الاهتمام بالقدوات والنماذج في صورة أعلام لها مآثر يمكن أن تشكل حافزا للنشئ الجديد في خدمة مبادئهم، وخدمة دينهم ووطنهم وأمتهم، في أفق بناء مستقبل مشرق، عبر توطيد أركان حاضر منتج”.

ولِ”أن المغرب مليء، قديمًا وحديثًا، بالأعلام في مختلف مجالات العطاء والبذل؛ ‏عِلمًا وفكرا وإبداعا، ووطنية وجهادًا”، في مقابل القصور البين في التعريف والتأريخ لهؤلاء الرجال وإعطاءهم حقهم في التعريف لدى الأجيال الحالية والمستقبلية، فإن مبادرة تأليف وإصدار هذا الكتاب تبقى ذات وجاهة كبيرة، وفائدة غير يسيرة.

واستحضار لذلكم الوعي بأهمية التعريف بما سماها بالقدوات الوطنية، فقد قرر العثماني استكمال مسار قديم بدأه قبل عقود مضت للتعريف ببعض الشخصيات الوطنية المغربية. ويقول في هذا الصدد: “بدأت لما كنت ‏مسؤولا بمجلة “الفرقان”، الترجمة لعدد من تلك الشخصيات. وكنا ‏قد اشتكينا آنذاك – إي منذ حوالي 35 سنة – من عدم اهتمام وسائل الإعلام بما ‏فيه الكفاية بالأعلام والشخصيات ذات التوجهات الإسلامية أو الوطنية الجادة. ‏فهي في تسليط الضوء على الأعلام تُبرِز اتجاهات وتُقصِي أخرى.

واليوم إذ أنشر ترصيدا لجهد دام كل هذه الفترة، فإني أؤكد أني لم أترجم ‏لكل من يستحق الترجمة فعلا، ‏فإني لم أترجم إلا لعينة من الذي يجب علي أن أوفي لهم الحق بذلك. لذلك فإني ‏أعتذر لكثيرين من أساتذتي ومن أصدقائي الذين لحقوا بالرفيق الأعلى، وكان من ‏الضروري أن أترجم لهم، لكن السياق والظروف المتتالية لم تسمح بذلك، وقد ‏أستدرك في المستقبل على حسب ما سيتسر إن شاء الله”.

ولا تخلو  مبادرة تأليف هذا الكتاب من مقصد تأريخ الدكتور العثماني لمساره الشخصي وذاته، عبر استحضار ذكرياته مع هؤلاء الأعلام والشخصيات‏. وهذا البعد الذاتي يتجلى أيضا في تخصيص جزء مهم من المؤلف لأفراد من عائلة العثماني وخاصة لوالده الفقيه امحمد العثماني ومساهماته العلمية والفهية والثقافية، وكذا لعمه الأديب محمد العثماني.

بقي أن نشير إلى أن الكتاب يحتوي بين دفتيه على ترجمات للشخصيات المغربية التالية:

العلامة أبو شعيب الدكالي.

العلامة محمد المختار السوسي.

الوالد الفقيه والمفتي امحمد العثماني.

الأديب  محمد العثماني.

المقاوم الدكتور عبد الكريم الخطيب.

العلامة القاضي الزبير الحسني.

– الوطني المناضل محمد الحبيب الفرقاني.

– الطبيب الباحث الدكتور مولاي أحمد العراقي.

– الصوفي المهدي لوكس.

عبد الله بها ..بذرة الجنوب الطيبة في مسار التربية والدعوة والإصلاح.