المحتويات
المولد والنسب[1]
الفقيه الصوفي الصالح المذاكر المفضال، الحاج الطاهر بن عبد السلام بن محمد (فتحا) ابن الحاج محمد الشرايبي الفاسي، ثم البيضاوي استيطانا وتجارة، ولد سنة 1292هـ/1875م، وقرأ القرآن على السيد حمو السلاسي، برواية ورش، فحفظه عليه.
التحصيل العلمي
لازم مجالس العلم الشريف بجامعة القرويين وغيرها من المساجد، فقرأ على السادة علماء الإسلام: ابن الجيلالي الأمغاري، التوحيد بنظم ابن عاشر، والشيخ الطيب ابن كيران بجامع سيدي موسى، وعلى سيدي محمد (فتحا) القادري البردة بضريح سيدي اتميم، وعلى سيدي محمد بن جعفر الكتاني بجامع الرصيف؛ حضر عليه في “المرشد المعين“، و”الهمزية”، و”الشمائل”. وعلى سيدي أحمد البلغيثي بالعنزة بعض مجالس ابن عاشر. وعلى الفقيه مولاي أحمد العلمي؛ بعض الأجرومية بالسوداني، وبعض ابن عاشر.
ولازم مجالس العلم والإرشاد في الزاوية الكتانية على الإمام أبي الفيض، ووالده الإمام جبل السنة والدين، في الحديث والتفسير والفقه والتصوف مثل: “الإحياء” و”الإبريز” و”العهود”، و”المنن”، و”الطبقات”، و”نجوم المهتدين”، وتأليف في شيبه صلى الله عليه وسلم.
وأخذ الطريقة الكتانية سنة 1312هـ/1894م عامة وسائر متعلقاتها على الشيخ أبي الفيض رضوان الله عليه، فعاهده عليها، وأذنه في ذكر وردها والتوجه به إلى الباري سبحانه. وكثيرا من مؤلفاته بإقرائه. ودعا معه دعوات كثيرة، وشهد منه كرامات كثيرة، وتمتع بمشاهد محمدية وصحابية.
أخلاقه ومناقبه
كانت لمترجمنا مآثر عجيبة، ومشاهد رفيعة بديعة، وكان يصل الأرحام، ويعود المرضى، ويشهد الجنائز، ويكثر من الأذكار، والصلاة على مولانا رسول الله، وملازمة الزاوية، وحضور الاجتماعات كلها، في الدور والزاوية، ويحضر مع السادات، في منتزهاتهم خارج باب الفتوح، وباب الساكمة، وفي البساتين الفاسية. ويحب السادات والأشراف والإخوان محبة كبرى، ويعظم الحرمات، ويقوم بالواجبات، ويحيي السنن النبوية، ويمتثل الأوامر ويجتنب النواهي.
كما اشتهر بتعبير المرائي تعبيرا حسنا، وله صلوات نبوية اقتبسها من المعارف الكتانية اقتباسا طيبا، وله لسان في المذاكرة رفيع وبليغ، ويستحضر كثيرا من المقالات العرفانية والآيات القرآنية، وقسطا من “الحكم الكتانية”، وقوة في الكلام يأخذ بالقلوب، وتهرع بها إلى الديان سبحانه.
آثاره العلمية والتربوية
لمترجمنا عدة مؤلفات منها:
ـ شرح نحو ثلاثين من “الحكم القدسية الكتانية”.
ـ “الفضل من الله والمنة، في حل بعض ما أشكل من الكتاب والسنة”.
ـ “حل مشكل في الصلاة الإبراهيمية”.
رحلته إلى المشرق
كُتب لمترجمنا مرافقة الإمام أبي الفيض في رحلته لأداء فريضة الإسلام؛ حيث حضر معه سائر المجالس العلمية والعرفانية، في المداين المغربية والديار المصرية، وبورسعيد والسويس، وجدة والبيت الحرام، وعرفة، والمدينة المنورة، فشهد كل تلك المشاهد، ونال منه كمال الحظوة، واجتمع بأولئك الإخوان الكتانيين المنتسبين بالديار المصرية، وجدة، ومكة المشرفة، والمدينة المنورة، وتذاكر معهم، وكتب بذلك رسائل إلى الإمام أبي المكارم جبل السنة والدين، وأخبره بأسمائهم، والكرامات التي أخبروا بها.
كان رحمه لا يزال على قيد الحياة سنة 1378هـ / 1958م.