المحتويات
المولد والنشأة[1]
الفقيه العلامة الصوفي المربي سيدي محمد الراضي ابن العلامة سيدي إدريس بن علي المالكي السناني، استوطن جده سيدي علي قرب ضريح مولاي بوسلهام في عهد السلطان العلوي مولاي عبد الرحمان بن هشام. ولد بمدينة فاس، وبها تلقى تعليمه الأولي، فحفظ القرآن الكريم برواية ورش وقالون وابن كثير بعد ترحال متواصل بين عدد من الكتاتيب بفاس ومكناس.
التحصيل العلمي
التحق على عادة أبناء زمانه ممن يتطلعون للدراسة العلمية بجامع القرويين، فقرأ على عدد من مشايخه منهم والده سيدي إدريس، والعلامة سيدي خليل الخالدي، والعلامة محمد بن جعفر الكتاني، وأحمد بن الجيلالي الأمغاري، والعلامة مَحمد بن قاسم القادري، والعلامة أحمد بن الخياط، والعلامة مَحمد كنون، والعلامة عبد السلام الهواري، والعلامة عبد العزيز بناني، والعلامة محمد بن علي الأغزاوي وآخرون، درس على هؤلاء المشايخ شمائل الترمذي والألفية ومقدمة التلخيص للقزويني والمختصر الخليلي وجمع الجوامع وصحيح البخاري ومختصر السعد في البلاغة ومصطلح الحديث بالطرفة وتحفة ابن عاصم وكتاب المقنع ورسالة المارديني وغيرها من العلوم والفنون، ليتخرج من القرويين سنة 1329هـ/ 1911م.
إجازاته ومشاركاته العلمية
أجاز مترجمَنا إجازات عامة مكتوبة عدد من شيوخه منهم: العلامة أحمد بن الجيلالي الأمغاري، والعلامة مَحمد بن قاسم القادري والعلامة أحمد بن الخياط الزكاري.
اشتغل مترجمنا إماما ومدرّسا بزاوية سيدي أحمد بناصر بحي السياج بفاس مدة عشرين سنة، فضلا عن دراسته التطوعية بالقرويين وغيره من المساجد، وظل على هذه السيرة المحمودة إلى أن غادر مدينة فاس سنة 1351هـ/ 1933م.
الالتحاق بالدار البيضاء
التحق مترجمنا بمدينة الدار البيضاء على إثر مكيدة دبّرت له بفاس مسّت سمعته وذلك بعد اتهامه بالاتجار في المخدرات، ودخول قوات من الأمن إلى بيته لتفتيشه، فكان حلوله بالدار البيضاء فتحا على ساكنة المدينة القديمة، حيث انتصب للتدريس بمسجد ولد الحمراء مدة إحدى عشرة سنة، ليلتحق بعدها بمدينة أزمور سنة 1362هـ/ 1944م، مواصلا تدريسه لعدد من العلوم بمسجد سيدي خديم.
آثاره العلمية والفكرية
خلف مترجمنا مؤلفات عديدة ما بين مخطوط ومنشور نذكر منها:
ـ “المقالة المرومة في الرحلة إلى تلمسان وندومة”.
ـ “أداء الأمانة ببعض ما يتعلق بالحضانة”.
ـ “الشذرات والتقاط الفوائد وغرر العوائد”.
ـ “تنبيه من يدريني ومن لا يدريني على مجازفة صدرت من الشيخ نصر الهوريني، وعلى عدة استطرادات هي مواهب من الله وإمدادات”. وسماه اختصارا: “تنبيه الأكابر على جملة من أغلاط الأكابر”.
ـ “الشرب الصافي على المختصر الشافي على متن الكافي في علمي العروض والقوافي”.
ـ “السيف الباتر في التنبيه على أن الشيخ مولانا عبد القادر أعلى مقاما من أوائل الأولياء والأواخر”.
ـ “الإتحاف والوداد ببعض متعلقات الولاد”. إلخ
وفاته
توفي العلامة محمد الراضي السناني رحمه الله بعد عمر حافل بالعطاء يوم الخميس 24 صفر سنة 1385هـ/ 1965م، ودفن بمسجد ضريح مولاي أبي شعيب السارية بمدينة آزمور.