المولد والنشأة[1]

الفقيه اللغوي الأكاديمي الطبيب الوزير أحمد رمزي من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1355هـ/1936م، تلقى تعليمه الأولي بمسقط رأسه ثم رحل رفقة أسرته إلى مدينة مراكش حيث سيحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه. وعندما آنس في نفسه القدرة على الاستزادة من التحصيل، رحل إلى إيمينتانوت ليلتحق بالمدرسة العتيقة “فم البئر الصغير” سنة 1361هـ/ 1942م، التي تفتقت فيها مواهبه فحصل عددا من العلوم التي كانت تلقن حينها واطلع على عدد من الأمهات في اللغو والفقه والتفسير والحديث.

العودة إلى الدار البيضاء

عاد مترجمنا إلى مسقط رأسه الدار البيضاء، ليلتحق بالتعليم العصري، فدخل مدرسة من مدارس الأعيان ثم التحق بالمدرسة المحمدية الحرة فحصل فيها على الشهادة الابتدائية سنة 1366هـ/1947م، ثم تابع تعليمه الثانوي بـ “ليسي ليوطي” (ثانوية ليوطي) فحصل على البكالوريا العلمية التي خولت له الالتحاق بفرنسا حيث سيدرس الطب بإحدى جامعات مدينة مونبوليي، ليتخرج منها طبيبا مختصا في جراحة العظام.

مشاركاته العلمية والمهنية

عاد مترجمنا إلى مدينة مراكش طبيبا جراحا للعظام سنة 1379هـ / 1960م، ثم ما لبث أن اجتاز مباراة كلية الطب بالرباط للالتحاق بسلك الأساتذة المساعدين بنفس الكلية. ومنذ سنة 1388هـ / 1968م، تقلب الدكتور أحمد رمزي في عدد من المناصب حيث عيّن مديرا لمستشفى ابن سينا بالرباط، وأستاذا مساعدا بالكلية ليغادر في اتجاه مدينة أكادير ليشغل منصب مدير إقليمي للصحة. وفي سنة 1394هـ / 1974م عيّن وزيرا للصحة العمومية، ثم سفيرا للمغرب بالعراق سنة 1395هـ / 1975م، ثم وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية من سنة 1397هـ/1977م إلى غاية 1402هـ/ 1982م، ثم مديرا علميا لأكاديمية المملكة المغربية أول إنشائها، ثم سفيرا لدى المملكة العربية السعودية من سنة 1405هـ/1985م إلى 1411هـ/1991م، ثم رئيسا للمجلس الأعلى لمراقبة مالية الأوقاف العامة سنة 2010م إلى جانب ممارسة نشاطه الأكاديمي والعلمي بأكاديمية المملكة المغربية.

آثاره العلمية والفكرية

تنوعت آثار مترجمنا العلمية والثقافية والاجتماعية، ويحسب له إنجاز العديد من الأعمال خلال شغله لمنصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، فقد أنشأ مدرسة لتكوين المؤقتين بمدينة سلا، وأشرف على انطلاق مكتبة الأوقاف بساحة المامونية بالرباط، وعمل على تأسيس المدرسة النموذجية للمكفوفين بمدينة مراكش، وكان وراء نشر العشرات من إصدارات أكاديمية المملكة المغربية، كما كان وراء إنشاء كلية الشريعة بآيت ملول وأهدى مكتبتها 3500 كتاب سنة 1979م، وأهدى المكتبة الوطنية 7500 كتاب سنة 2007م.

لمترجمنا عدد كبير من الدراسات والبحوث بعضها له صلة بتخصصه الطبي، وأخرى لها صلة بتكوينه العلمي عبارة عن مشاركات في أشغال دورات أكاديمية المملكة.

وفاته

توفي رحمه الله تعالى يوم الأربعاء 05 صفر 1434ه/ 19 دجنبر 2012م، ووري جثمانه الثرى عصر يوم الخميس بالرباط، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية في مقدمتهم مستشارو الملك وياسين المنصوري مدير إدارة الدراسات والمستندات ووزير الأوقاف احمد التوفيق والمستشار الملكي السابق الدكتور عباس الجراري.

المراجع
[1] أنظر كتابنا: الإدريسي مولاي أحمد صبير. (2020). مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء. دار الرشاد الحديثة. الدارالبيضاء. ص 35-37.